مشعل الصخيبر
كتبت عدة مقالات وعملت عدة تحقيقات في بعض الصحف السعودية عن أهمية الثقافة وزرع القراءة في أوساط مجتمعنا السعودي الغالي من خلال قنوات تكون حاضنة للمهتمين بالجانب الثقافي وصوتاً لإيصال الرسالة الثقافية السامية التي هي سمت وأخلاقيات الشعوب الراقية والتي تدعو دائماً للتعايش بين المذاهب والأديان، لم تكن الثقافة يوماً من الأيام عائقاً أو معول هدم لجسور التواصل بين المختلفين فكرياً أو مذهبياً أو دينياً، بل الثقافة رسالة محبة وسلام وتسامح وطالبت بضرورة نشر الثقافة من خلال الأماكن التي يتواجد بها الشباب والشابات وفي مقدمتها المقاهي والكافيهات لأنها المكان الوحيد الذي يعد الأهم لنشر الثقافة حيث إن هناك اصحاب كافيهات ولكنهم قلة يقومون بتوفير بعض الكتب في هذه المقاهي ويشكرون على ذلك حيث كانت الملتقيات الثقافية في السابق وأنا هنا أتكلم عن مجتمعنا السعودي تقتصر على الأندية الأدبية وبعض الملتقيات الثقافية التي تقتصر دعوات الحضور على النخب الثقافية والكتاب والمنتسبين لتلك الأندية ولكن وزارة الثقافة ممثلة بوزيرها الشاب سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود نقل الثقافة نقلة نوعية في تاريخ الثقافة واهتمامه ودعمه لكافة أنشطة وبرامج الوزارة المختلفة والمتنوعة، لفت انتباهي توجه الوزارة، بل تفاعلها مع ما تم طرحه في الصحف من قبل المثقفين وتجاوبت الوزارة مشكورة بقيادة سمو الوزير بحيث تكون هناك شراكات من قبل وزارة الثقافة مع المقاهي والكافيهات لتكون ملتقيات ثقافية وأصبح في كل مدينة ومحافظة أندية أدبية مستقلة لها أعضاء من الجنسين تعمل تحت مظلة وزارة الثقافة تقوم هذه الأندية باستضافة المثقفين والأدباء والمفكرين والكتاب والإعلاميين بالتعاون مع ملاك المقاهي والكافيهات لتكون اللقاءات في تلك الأماكن من خلال أنني عضو في أحد الأندية الأدبية التي استضافت بعض المثقفين ولها نشاط كبير وهو (نادي بصير الأدبي) في مدينة بريدة بالتعاون مع مقاهي وكافيهات لهم منا جزيل الشكر، شاهدت من خلال حضوري شباباً وشابات من الجنسين متعطشين للثقافة والمعرفة لديهم مخزون ثقافي عالٍ وأصبح الحضور يزداد كل جلسه عن سابقتها يتواصون فيما بينهم على قراءة كتب مهنية تتعلق بالفلسفة والرواية والشعر والسير وكل ما يخص الجانب الأدبي والثقافي وهذا بلا شك يعود أولاً وأخيراً لوزارة الثقافة، حضرت إحدى الجلسات الثقافية في مدينة الرياض بأحدالمقاهي التي لا تقل أهمية عن النشاط الثقافي في مدينة بريدة من الحضور والاهتمام بالثقافة من الجنسين، أجزم بأنه إن شاء الله سوف نرى في المستقبل جيلاً واعياً سلاحه العلم والمعرفة والثقافة وسوف تشهد الحركة الثقافية ودور النشر الكثير من الإنتاج الأدبي عصارة تلك الأندية الأدبية والملتقيات الثقافية التي بدأت تنتشر وتتمدد في مدن ومحافظات وطننا الغالي، شكراً لسمو وزير الثقافة ولهيئة الأدب والنشر والترجمة على الجهود الكبيرة التي يقومون بها للنهوض بالحركة الثقافية حيث قامت هيئة الأدب والنشر مؤخراً بتوفير أجهزة في الأسواق تسهم بنشر الثقافة من خلال الروايات الورقية المختصرة التي يحصل عليها المتسوق القارئ من خلال الباركود على الجهاز الذي يحمل اسم هيئة الأدب والنشر والترجمة للحصول على ما اختاره من رواية لكبار الروائيين ويهدف هذا التوجه لاستغلال الوقت بما يعود بالنفع والفائدة.