عبدالإله بن محمد بن مرشد التميمي
في عالم تتباين فيه مصائر الناس، كانت هناك قرية صغيرة يسكنها رجل يدعى أبو نية، لقب بذلك لطيب قلبه وصدق نواياه. كان محبوبًا ولكن مع ذلك عجز عن إيجاد عمل بين أهل قريته، الذين رأوا في نواياه الطيبة عائقًا يمنعه من التعامل مع الواقع. نصحته عجوز حكيمة بمغادرة القرية إن لم يستطع تغيير طبعه، لكنه أجاب بحزم: «لا أستطيع أن أغير نواياي»، ورحل بحثًا عن رزقه.
في طريقه، توقف عند بئر ليشرب، لكنه اكتشف أن البئر مهجور ولا أدوات تساعده على استخراج الماء. وبينما كان يفكر في حاله، ظهر رجل آخر ادعى أنه أبو نيتين، وتهكم عليه قائلاً: «إن كنت أبو نية، فأنا أبو نيتين!»، وعرض عليه المساعدة في استخراج الماء. لكن في لحظة خيانة، تركه في البئر وسرق أغراضه.
في الليل، تجمع الجن في البئر حيث كان أبو نية محاصرًا، وتحدثوا عن أسرار دفينة: كنز مدفون في قرية قريبة ودواء لشابة جميلة مريضة، لا يعرفه سوى قلة. استمع أبو نية بصبر، وبزغ الفجر ليجد رجلاً مسنًا مر بجانب البئر وأخرجه. توجه أبو نية مباشرةً إلى الكنز وأخرجه بنية مساعدة الناس، وقطف من الشجرة التي ذكرت لعلاج الفتاة المريضة. عندما وصل إلى والدها، عرض عليه العلاج والزواج منها. وافق الأب، وتعافت الفتاة، وتحول حفل زفافه إلى حديث القرى.
أما أبو نيتين، فحين رأى مجد أبو نية، طلب السماح. لكن الجشع قاده إلى البئر نفسه باحثًا عن كنز آخر، ليصبح ضحية لاجتماع جديد للجن الذين قرروا هدم البئر، تاركين أبو نيتين لمصيره.
العبرة:
لا تغير من نيتك الطيبة، فالرزق بيد الله، وسيأتيك وإن ظن الناس خلاف ذلك.