خالد بن عبدالرحمن الذييب
تعتبر الرؤية وصفاً لحالة مستقبلية طموحة تسعى المدينة لتحقيقها، وتحدد التوجه العام الذي تسير عليه على المدى المتوسط والطويل. ومرحلة وضع الرؤية تعتبر أهم مرحلة من مراحل إدارة العملية التخطيطية، التي على أساسها يتم تحديد القرارات الخاصة بالمدينة، لتحديد دورها على المستوى الإقليمي متضمناً ذلك اتجاهات النمو والقاعدة الاقتصادية وأماكن زيادة الكثافات، بحيث تسهم في رسم مستقبل أفضل، وتوجيه عملية وضع الرؤية الاستراتيجية، لإدارة عملية النمو السكاني، والاقتصادي، والعمراني للمدينة. ويتم ذلك عن طريق الإجابة عن خمسة أسئلة محددة، (ما هو) الدور المطلوب تحقيقه للمدينة على كافة المستويات التخطيطية، (من هم) السكان المطلوب خدمتهم، (ما هي) القطاعات المهمة للمدينة التي تساعد في تنميتها وتطويرها لتشكل القاعدة الاقتصادية للمدينة؟، (كيف) يتم إدارة المدينة لتحقيق أهدافها؟ (لماذا) نريد أن تكون المدينة بهذا الشكل، ويقصد بها أسباب التوجه، أفقي، عمودي، نمو شمالاً، جنوباً... الخ.
ولكي تنجح المدينة في تحقيق رؤيتها فإن هناك عدة أمور يجب مراعاتها لوضع رؤية شاملة للمدينة تقودها لتحقيق أهدافها الاستراتيجية من حيث صياغتها واشتراطاتها الرئيسية، وكذلك سماتها.
تصاغ الرؤية بشكل واضح وموجز، بحيث تكون سهلة الفهم وموجزة يمكن تذكرها وتداولها بسهولة، طموحة وملهمة للناس للعمل من أجل تحقيقها، واقعية وقابلة للتحقيق مع الأخذ في الاعتبار الموارد المتاحة والقيود الخارجية، مرنة وقابلة للتكيف مع التغيرات المستقبلية ومن أمثلتها «بحلول عام 2035 ستكون مدينة آمنة، صحية، وتوافر مستوى عالٍ من جودة الحياة».
ومن اشتراطاتها الرئيسية أن تصاغ بشكل جماعي بإشراك الجهات المعنية، وضمان التزامهم بوضع الخطط الخاصة بها لتنفيذها وترجمتها على أرض الواقع، ووضع إطار خاص بالتنمية الحضرية، وصياغة المؤشرات الخاصة بقياس الأداء، وضع برامج ينتج عنها مشاريع مرتبطة برؤية المنطقة وتصب في الرؤية العامة على المستوى الوطني وفي حالة المملكة (رؤية 2030). وبما أن الحديث على مستوى المدينة فلا بد أن تكون الرؤية ذات بعد عمراني، وكذلك تعكس الخصائص الثقافية والمادية التي تتميز بها كل مدينة.
كما يجب أن ترتكز الرؤية على مرتكزات رئيسية فرؤية 2030 ترتكز على ثلاث مرتكزات رئيسية (العمق العربي والإسلامي، القوة الاستثمارية، وأهمية الموقع الجغرافي والاستراتيجي) - وإن كانت الرؤية تمثل رؤية وطن كامل لا تمثل مدينة واحدة، ولكن بالتأكيد فهي نموذج يستفاد منه في وضع منهجية الرؤية لمدينة.
أخيراً...
صياغة الرؤية للمدينة ليست مجرد كلمات..
بل هي نتيجة جهد.. لنبدأ من خلالها جهداً جديداً..
ما بعد أخيراً..
نهاية الرؤية.. بداية لرؤية جديدة.
وفي هذا الإطار على المدن والدول أن تستفيد من مضمون رؤية المملكة 2030.