عبدالكريم بن دهام الدهام
تحرص وزارة الداخلية، وعبر حساباتها الرسمية، وخدمة الرسائل النصية، على تذكير المواطنين بمواعيد نهاية الفترة الزمنية لتخفيض قيمة المخالفة المرورية المتراكمة بنسبة محددة، وتدعوهم إلى السرعة في السداد والاستفادة من الفترة الزمنية للتخفيضات، وتذكرهم أيضاً بأن السداد المبكر لتلك المخالفات المتراكمة قبل تاريخ 18/ 4/ 2024م، وذلك لمدة (6) أشهر، يجنبهم دفع قيمة كل تلك المخالفات، حتى تاريخ 18/ 5 / 2025م.
إعلانات رسمية ورسائل نصية بسيطة وجمل مقتضبة، لكنها تبهج المتعاملين، لأنها تذكرهم بالاستفادة من خدمة متاحة تقدمها وزارة الداخلية بكل أريحية للجميع، في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
وتبهج كل المجتمع؛ كونها تحمل في ثناياها معاني وبراهين سامية، تبدّل من الانطباعات التي عند البعض عن دور الإدارة العامة للمرور، ممن تأتي في مخيلتهم أن أولويات جهاز المرور في المملكة تنحصر فقط في تحصيل الغرامات المرورية، بينما هو على أرض الواقع عكس ذلك تماماً.
إن العوائد التي ترجع لوزارة الداخلية من تحصيل المخالفات بأنواعها، وفي صدارتها المخالفات المرورية، لا تكاد تُذكر إذا ما تمت مقارنتها بالميزانيات السخية الضخمة التي تقوم برصدها لتطوير أنظمتها التقنية والبنية المتطورة لديها ومواردها البشرية ذات الكفاءة العالية وخدماتها الإلكترونية المرورية المتقدمة، وغيرها من الأبواب التي أهَّلتها لتصبح من أكثر قوات وقيادات وزارة الداخلية تقدماً على المستوى الخليجي والعربي والعالمي، ونالت معها المملكة عن جدارة واستحقاق تقدمها وتصدرها دول مجموعة العشرين، متفوقة في الترتيب على الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وذلك من خلال 5 مؤشرات أمنية صادرة عن «تقرير التنافسية العالمي 2019» و»تقرير التنمية المستدامة 2020»، كما جاءت المملكة في المرتبة الأولى في «مؤشر ثقة المواطنين بخدمات الشرطة»، وهو مؤشر يقيس الثقة الشعبية بالضبط الأمني وفاعليته في فرض النظام والأمن، حيث تصدرت المملكة مجموعة دول العشرين، متفوقة أيضاً على الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
كما أن تلك العوائد لا تكاد تُذكر بالمقارنة مع ما يُرصد للجهود التوعوية الكبيرة التي تبذلها وزارة الداخلية ممثلة بالإدارة العامة للمرور على مستوى المملكة، والحملات الدورية التي تستهدف مستخدمي الطرق من السائقين والمشاة لتحقيق متطلبات المحافظة على السلامة المرورية، وكذلك ما تقوم به مع شركائها في لجان السلامة المرورية على مستوى مناطق ومحافظات المملكة.
ونعلم جميعاً توجيهات سمو وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، في ظل دعم لا محدود من القيادة الرشيدة، التي أثمرت عن إطلاق الكثير من المبادرات والبرامج التوعوية، التي كان لها دور كبير في خفض الحوادث المرورية وتقليل الخسائر البشرية والاقتصادية بصورة تعزز تحقيق برنامج التحوّل الوطني الذي يهدف إلى تعزيز السلامة المرورية ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030، ولعل ما أورده التقرير العالمي الخامس لسلامة الطرق ومنصة «سلامتك» من انخفاض وفيات الحوادث المرورية بنسبة 47 % خلال الفترة من 2016م إلى 2021م خير شاهد على ذلك.
إنها مجرد محطات للتذكير بهذه الجهود الكبيرة لوزارة الداخلية، ممثلة في «الأمن العام» الإدارة العامة للمرور على مستوى المملكة، والتي تضع الإنسان وسلامته في صدارة الأولويات والاهتمامات، انطلاقاً من نظرة قيادتنا الرشيدة الفاحصة، التي ترى في الإنسان مرتكز جميع البرامج والسياسات، باعتباره أكبر ثروات هذا الوطن الغالي.
أما أولئك البعض من الناس الذين ينظرون للأمور من زاويتهم الضيقة، عند وضع لوحة توعوية هنا، أو مطب هناك، أو جهاز رصد للسرعة هنالك، فإنهم بالتأكيد لا يشاهدون الحقائق والمرامي والأهداف العظيمة بالصورة الإيجابية الحسنة التي يجب أن يتعاملوا بها مع الأمر.
فسلامة الإنسان والمحافظة على حياته وتجنيبه المهالك والمخاطر مسؤولية كبيرة في مجتمع وطننا الكبير «المملكة العربية السعودية»، يقوم بالتصدي لها هؤلاء الأبطال في وزارة الداخلية بكل يقظة وإحساس أمني عال، للوصول إلى الريادة في مجالات جودة الحياة جميعها، وتُعدّ من أهم ركائز رؤية وطننا الغالي.
إن أعظم تفاعل يمكن أن يبذله كل مستخدمي الطرق في هذا المجتمع مع الجهود الكبيرة والمتميزة لوزارة الداخلية هو الالتزام بتطبيق نظام المرور والتخطيط لرحلاتهم اليومية والابتعاد عن السلوكيات الخاطئة أثناء القيادة، التي تعكس بعض النتائج السلبية ولا تمثل ثقافة مجتمعنا الطموح، لأنها العنوان لسلامتنا وسلامتكم.