عبدالعزيز صالح الصالح
قبل أن أدلي بدلوي في بيان أسرار كلمة النَّجاح ذات الأهداف الجميلة وذات المعاني السامية فهي في مضمارها يقاس مدى الانتفاع من دروسها، دقيقة المعاني، مشرقة المجال عميقة البيان، تفيض بالحس الدقيق، تمتاز بانطباع العواطف، ترسم نبضات القلوب، تعلو البشاشة على الوجوه ولكنَّ النَّجاح في الحقيقة ليس كله قناعة وتضحية كما يقول الكثير من الناس، بل إنَّه يعتبر وليد الحوافز الشَّخصيَّة فالعديد من البشر سواء المعلِّم، أو الكاتب، أو الشَّاعر، أو المهندس، أو الطبيب، أو المخترع - إلخ، فهؤلاء لا يستطيعون أن ينسبوا أنفسهم، ولا يغمطوا حقوقهم المشروعة، فهم ملتزمون بالملاءمة بين المصالح الشَّخصيَّة والمصالح العامَّة. فقد ضحوا وأغدقوا إكراماً للإنسان والإنسانيَّة.
فإن الإرادة الصلبة والمتماسكة لن تهمش الوسيلة فهي من أركان النجاح، التي هذبت وصقلت، ووجهت الوجهة الصحيحة. فإن مصاحبة الكبار تغذيك بالمعرفة والخبرة والتجربة وسداد الرأي فإن الصبر لا يعرف اليأس، ولا يعرف التمرغ في أوحال القنوط، فالصبر الجميل هو الذي يعقبه فرج وانقشاع، فهو الذي نعتصم به ونثابر من أجله، فلا نجزع من الهزيمة والفشل والسقوط فقد تحدث العلماء عن النجاح، ووصفوه، وحللوه، وانتهى بهم الأمر إلى أنه كلمتان - الإيمان - والمثابرة، فإن النجاح في العمل فن يتطلب الحذق والمهارة، والمعرفة ومهما كان العمل، ومهما كان نوعه فهو في حاجة إلى التدبير والاعداد، والبذل، والعطاء فكل عمل له أهدافه وغاياته؛ لذا يجب على الفرد أن يفهم الضروري، الَّذي يسعى إليه جاهداً على تنفيذه وبعد أن يطمئن على معرفته يفكر في أنجح الطرق والوسائل والأساليب، التي تساعده على حشد ما يقتضي حشده من عدد وعدَّة، من علوم ومواد، حتى يتمكن الفرد من الإنهاء والانجاز بشكل موفق، وذلك بسبب الإرادة القوية؛ فالإرادة تأتي دائماً مع العوامل المساعدة التي تقرر مصير العمل، فالتفاؤل في الفكر والشعور، بالنجاح سمة، سامية، والشجاعة والإقدام دون جنوح إلى ما يثبط العزيمة من أوهام وأفكار سوداء، فالتفاؤل دائماً يجعلك تنتظر الى الأعلى، ويجعلك تنطلق وراء الهدف ولا تتردد، ولا تحجم يجب عليك أن تروض المخيلة على اعتبار ما تقوم بأدائه سواء كان ناجحاً، أو أمراً مسلَّم به، لأن هذا اليقين يضاعف من ثقتك ويعزز من إرادتك حاول أن تهذب عقلك تهذيباً إيجابياً منظماً قادراً على التنفيذ والتحقيق معاً حتى يكون طريقك واضحاً وسهلاً ومستقيما، فالجهد الذي يتسم بطابع الفوضى ينقلب إلى جهد ضائع ومهدر.
فكل إرادة يُساء استخدامها لا تعتبر إرادة غالباً فالإرادة الحقَّة هي التي تستعمل بأسلوب واع حكيم حتى تكون منجزاتها أفضل المنجزات، فإن المقارنة بحد ذاتها تحث الإرادة وتغريها وتنشطها، وإلا تلكأت وذابت من حيث لا تشعر، وأحيانا تتنمر الإرادة وتتمرد، ولا تصبح طيعه، فتتبعثر الجهود، ويقل الإتقان وتعم فوضى النفس، وما من عمل كبير أو تافه إلا وتكون الإرادة هي الأداة التي حققته، فالإرادة أداء مفيد، وعنصر فعَّال وبارز، يحتاج إلى التحفيز والتشجيع والدعم، فهل المرء يصل إلى المكانة العالية من المجد إلاَّ بالإرادة فكل زمن من الأزمان، تجد أطوار متعدِّدة من البشر سواء رجالاً أو نساءً تخلدوا على السَّاحة، فلولا إرادتهم لم يستطيعوا أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه. فقد سطروا في التاريخ أسطراً رائعة خدموا الإنسانيَّة بشتَّى العلوم من فن، واختراع، وأدب، وشعر، قدموها للبشريَّة عامَّة فلولا إرادتهم العالية لم تجد هذه العلوم على السَّاحة بشكل ميسر وسهولة. فالواجب أن نلتمس طريق النجاح. ونتمرس بالمبادئ التي تهدينا إلى أصول النَّجاح، وإلى فروعه.
والله الموفِّقُ والمعين.