ناصر زيدان التميمي
عندما يتحول الهدف الأسمى للإنسان إلى التسلية فقط، يفقد القدرة على استكشاف إمكاناته وتنمية مهاراته التي قد تغير مجرى حياته. التسلية بطبيعتها وسيلة مفيدة لتخفيف الضغوط وإعادة شحن الطاقة، لكنها تصبح عائقا عندما تستهلك وقت الإنسان وجهده بشكل مفرط وتدفعه بعيدا عن الطموحات والأهداف المهمة.
الاعتماد الزائد على التسلية كهدف أساسي يجعل الفرد يعيش في دائرة مغلقة من الراحة السطحية. هذه الراحة تأتي من أنشطة لا تتطلب جهدا فكريا أو إبداعيا، مثل إضاعة الاوقات في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي والانتقال من تطبيق إلى آخر لساعات طويلة. ومع مرور الوقت، يؤدي ذلك إلى إهمال المهارات والمواهب التي قد تفتح أبوابا جديدة للتطور الشخصي والمهني.
فقدان التوازن بين التسلية والإنجاز يمنع الإنسان من تحقيق الإحساس بالرضا عن الذات. فالشعور بالإنجاز يرتبط ارتباطا وثيقا بالعمل والسعي لتحقيق أهداف ذات قيمة، بينما التسلية المستمرة تمنح شعورا لحظيا بالسعادة دون أن تضيف أي أثر طويل المدى.
لكي يتجنب الإنسان الوقوع في هذا الفخ، يجب أن يضع لنفسه أهدافا واضحة ويوازن بين وقت التسلية ووقت العمل على تطوير الذات. يمكن استبدال التسلية السلبية بأنشطة ترفيهية محفزة، مثل القراءة أو تعلم مهارات جديدة، التي تجمع بين الترويح عن النفس والنمو الشخصي.
الإنسان الذي يوازن بين التسلية وتنمية قدراته هو من يتمكن من استكشاف إمكاناته وتحقيق تقدم حقيقي في حياته. التسلية ليست عدوا، لكنها عندما تتحول إلى هدف أسمى تصبح قيدا يمنع الإنسان من الوصول إلى أقصى طاقاته وتحقيق الرضا العميق الذي يسعى إليه.