حمد بن وهب الملحم العنزي
إنجاز سعودي غير مستغرب ضمن التنافسية العالمية؛ يتوج الجهود المبذولة من حكومتنا الرشيدة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو سيدي ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظهما الله، وبإخلاص وتفان من وزارة التعليم السعودية وحرص من لدن معالي وزير التعليم الأستاذ يوسف بن عبدالله البنيان وفقه الله، تتوالى الإنجازات وتهون التحديات ونواكب عصر العلم في شتى المجالات وفي جميع المراحل، وأقرب الأمثلة المشرفة على ذلك تحقيق بنت المملكة الطالبة كادي بنت مسفر الخثعمي من المملكة العربية السعودية، لقب «بطلة تحدي القراءة العربي» في الموسم الثامن لعام 2024، ويأتي هذا الإنجاز في منافسة قوية لم يسبق لها مثيل بمشاركة لأكثر من 28 مليون من الطلبة لـ أكثر من 229 ألف مدرسة من 50 دولة، وبإشراف يفوق 154 ألف مشرف ومشرفة، وتوجت كادي من إدارة تعليم عسير بهذا الإنجاز خلال الحفل الختامي برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
فأهمية القراءة تتعدد وتتشعب في عدة جوانب من حياة الإنسان، من توسيع المعرفة حيث أنها تفتح لنا أبواباً إلى عوالم جديدة، ثقافات مختلفة، ومعارف متنوعة يمكن أن تكون علمية، تاريخية، أدبية، أو غيرها؛ وأيضاً تحسين القدرات العقلية: تحفز القراءة الدماغ وتساعد على تحسين التركيز والذاكرة، كما أنها تعتبر تمريناً ممتازاً للعقل؛ وتساهم في تطوير المهارات اللغوية من خلال قراءتنا، وتساهم في تحسين المفردات اللغوية، القواعد، وأساليب الكتابة، مما ينعكس إيجاباً على القدرة على التواصل بشكل أفضل؛ وتقلل التوتر حيث أظهرت الدراسات أن القراءة يمكن أن تقلل من مستويات التوتر بشكل أكبر من وسائل الاسترخاء الأخرى مثل المشي أو الاستماع للموسيقى؛ وفيها ايضًا الترفيه والمتعة لأن القراءة يمكن أن تكون مصدراً للتسلية والمتعة، حيث تأخذك في رحلات خيالية أو حقيقية بعيداً عن الواقع اليومي.؛ وتعزز التفكير النقدي، خصوصاً للمواد التي تتطلب التحليل والتفكير، وتنمي القدرة على التفكير بطريقة نقدية وابداعية؛ وتحقق التفاعل الاجتماعي فالكتب يمكن أن تكون موضوعاً للنقاش والحوار، مما يعزز التفاعل الاجتماعي من خلال نوادي الكتاب أو المحادثات العادية؛ ولها أثر في التأثير العاطفي كون القصص والروايات يمكن أن تعزز التعاطف من خلال وضع القارئ في مواقف ومشاعر الشخصيات المختلفة، مما يساعد على فهم الآخرين بشكل أعمق؛ حتى فيتحسين النوم فالقراءة قبل النوم يمكن أن تساعد على الاسترخاء وتحسين جودة النوم، بشرط أن تكون القراءة من كتاب ورقي وليس من شاشة إلكترونية؛ تتجلى القراءة في الإلهام والإبداع لأن الكتب يمكن أن تكون مصدر إلهام للأفكار الجديدة والابتكار، سواء في الفن، الأعمال، أو الحياة الشخصية.
باختصار، القراءة ليست مجرد وسيلة لملء الوقت أو الحصول على المعلومات، بل هي أداة قوية للتنمية الشخصية والمجتمعية على حد سواء؛ ومن هذه الأهمية للقراءة تبرز قيمة هذه الجائزة التي تصب في تحقيق مستهدفات الرؤية 2030؛ وأنتهز هذ الفرصة لتهنئة بنت المملكة كادي وعائلتها والمملكة بهذا الإنجاز الكبير.