محمد لويفي الجهني
مرتفعات الشبحة ترتفع عن سطح البحر بحوالي 1500م تقع على جبال الحجاز الشمالية الشرقية لمحافظة أملج التابعة لمنطقة تبوك، تعد منطقة سياحية جميلة جدا بارتفاعها وتضاريسها وطقسها ومناخها وموقعها المميز، ولجمالها ولافتخاري بها أذكر أنني أطلقت عليها فيما كتبت عنها سابقا طائف الشمال، وذلك للتشابه الكبير بينهما في المناخ والتضاريس.
ولكن لمنطقة الشبحة ميزة تميزت فيها عن غيرها حيث يزرع فيها أفضل أنواع القمح الطبيعي (الزرعية والحنطة) حيث يزرع في أراضي طينية بعلية متوارثة تسقى بمياه الأمطار..
فبعد نزول الأمطار واحتفاظ المزارع الطينية به تحرث وتزرع بالقمح ببذور متوارثة جيلا بعد جيل وغير معدلة ويمنع بعرف الضبط المتوارث زراعة بذور غير متوارثة ومعروفة منذ القدم، فمزارعوها حريصون على ذلك.. لذلك يعد قمح الشبحة (الزرعية) من أفضل القمح الصحي، فهو طبيعي عضوي بدون أي إضافات أسمدة كيميائية او غيرها، وعلى مياه الأمطار ينمو في أرض طينية من أفضل أنواع الأراضي الصالحة للزراعة، لذلك ومن أجل ذلك ولتأكيده أتصلت على الزميل الفاضل (أبوثامر) الخبير بالزراعة البعلية والمهتم والممارس لها، والذي أكد لي أن القمح في المنطقة بأنواعه الزرعية والحنطة يزرع ببذور كاملة متوارثة منذ القدم وطبيعي وعضوي ومكتمل غذائيا، وينتج في المنطقة بكميات كبيرة تزيد وتنقص كمياتها حسب نسب كميات الأمطار النازلة في كل سنة.
وأخيراً، تعد زرعية الشبحة من أفضل أنواع القمح، وذلك لأنه يسقى بمياه الأمطار وعضوي وصحي وله طعم جميل في أكلاته، وخاصة إذا أضيفت الزرعية مع الحنطة . لذلك هو مطلوب ومن أجل ذلك، واذا استوى على سوقه وبدأ حصاده يتم تسويقه، ولتسويقه يتم إقامة مهرجان في قرية الشبحة سنويا لتسويق الإنتاج وبيعه ويتخلل المهرجان شرح طريقة زراعته وحصاده وما قيل في ذلك من أقوال شعرية حماسية. وكذلك يتخلل المهرجان بيع المنتجات المحلية الأخرى مثل العسل الطبيعي وغيره..
وأخيراً، هذه نبذه مختصرة للتعريف بزًرِعِية الشبحة والتي تعد سلة غذاء طبيعية صحية عضوية متكاملة ببذور متوارثة للقمح الطبيعي، تسقى بمياه الأمطار في الأراضي البعلية في أرضنا السعودية الطيبة، تذكرت ذلك ونحن في بداية الشتاء واجتماع الأحبة في جلسات تحلى مع أكلات طبيعية كالقرص والعبود المعمول بدقيق قمح الزرعية والحنطة. فمشاء الله تبارك الرحمن.. والحمد لله على نعمه التي تترى في موطني السعودية بلد الأمن والأمان والاستقرار والرخاء الاقتصادي.