إيمان الدبيّان
الأيام كلها برفقة نعم الله جميلة؛ ولكن ليوم السبت عندي ميزة عظيمة وذلك ليس لأنه إجازة أسبوعية، ولا لأني سأكون في سويعات أصيله على متن طائرة أحد الخطوط الجوية؛ ولا لأنه قد تكون في ثناياه نزهة بحرية، أو ربما رحلة على نفود القصيم البهية؛ ولكن لأن قلمي سيوقظني في لحظات الصباح الندية لأكتب بعثراتي الأسبوعية على أعمدة الجزيرة الثرية فأصل على قاربها إلى قلوبكم بلسماً، ولفكركم حُلماً؛ لذا أتميز بكم ويتميز يومي بقلمي الذي أعشق انتظاره، وأتشوق إلى سكب أحباره، وصوت صريره وإصراره الذي رافقته اليوم صوت طائر (القمري) على نافذتي المفتوحة، وستائرها المعقودة، صوت مزدان بالنشوة والفخر، ويحمل على جناحيه خواطر وطن، يخبر بها جميع العالم والبشر بلحن أجمل من ألحان السامري التي أحبها، وبتمايل جنحانه بإتقان كروعة صفوف العرضة السعودية التي أفخر بها.
يقول لي اكتبي صوتي خواطر وطن يزهى بقادته وما ينجزون، بحكامه وما يصنعون، وعن شعبه كيف هم للولاء يقدمون.
خواطر وطن عما يحدث فيه من تطور، وما يرسم فيه من تحول، وما يُتشبث فيه وبه أصالة وقيمة في تراثه وتاريخه ومجتمعه وتأثيره.
خواطر وطن عن ملك كان أميراً لعاصمة كانت صغيرة وأدارها بحنكة كبيرة، وها هو اليوم خادماً لمقدسات وطنه وملكاً لأرضه وبلده يفتتح حلماً كنا نراه بعيداً ولكنه جعله واقعاً يجعل كل شيء في العاصمة الرياض قريباً من خلال ( مترو الرياض).. فشكراً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وهنيئاً لنا بك، شكراً قائدنا وملهمنا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أيقنا معك أنه لا مستحيلات ولا رضوخ للعقبات.
كان هذا الطائر يلحن خواطر الوطن وأناملي متشبثة بقلمي الذي يردد بعض كلماتي راقصاً على صفحتي كاتباً الأبيات الشهيرة:
انهض الجنحان قم لا تونّا
بننكلهم دروس وعجايب
لي مشى البيرق فزيزومه إنا
حنا هل العادات وأهل الحرايب
نهض طائري وصديقي المشاغب بجنحانه وحلق بعيداً عن نافذتي ونهضت من مخدعي ألم خصلات شعري الطويلة منسدلة على وجهي وملامحه الأصيلة تداعب رمشي الذي كان يلتحف عيني دفئاً وتأملاً وفرحاً بمنجزات وطني التي نعيشها، وسينعم بها وبأكثر منها أبناؤنا والتالي من أجيالنا.