محمد بن عبدالله آل شملان
يترسخ في أذهان الجميع أن المملكة تستمر في تأكيد موقعها الريادي كواحدة من أبرز الوجهات السياحية على الصعيدين الإقليمي والعالمي على مدار العام، حيث أصبحت «الرياض» بالفعل قبلة لملايين البشر، ممن يرغبون في قضاء أوقات جميلة، يعودون بعدها إلى أوطانهم، وهم محملون بطيوف من الذكريات التي لا تُنسى.
علينا ألّا نستهين بما تم تحقيقه من منجزات، وإدراك أن تعاضد جهود عدة وزارات وهيئات، وبذل كل منها مهامها المناطة بها على أكمل وجه، ساهم بقدر كبير فيما حققه وطننا في مسارات السياحة ومسارات الترفيه من النجاح، ما ضمن له التفوق، في ظل قيادة رشيدة ملهمة، لا تعترف أبداً بكلمة مستحيل، ويصر على أن يكون في طليعة الدول، دوماً وأبداً.
وسوف يقف الزمان احتراماً وتقديراً لهيئة الترفيه ورئيسها المستشار تركي آل الشيخ، الذي أحدث تغييراً كبيراً في المفاهيم، وأحيا الترفيه، وشجّع وكرّم لخدمة وطنه وقيادته.
ذكّرني الشعب السعودي بطاقم الأوركسترا الموسيقي، الذي يعزف لحناً عذباً، تتداخل فيه كل عناصر وأدوات العزف، لتجعل منه شيئاً عظيماً.
لا شك أن هذا التفاعل والتناغم يعتبر أحد أهم عناصر التميز والنجاح، الذي بات وطنهم في مقدمة الدول، الذي يتمنى العيش فيه الكثير من البشر، في ظل القيادة الرشيدة.
قد يستفهم البعض عن مغزى هذه المقدمة، فأجيبه بما قاله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - رعاه الله - خلال جلسة لمؤتمر ومبادرة الاستثمار: (أنا أعيش بين شعب جبار وعظيم لا يعرف المستحيل، يضعون هدفاً ويحققونه بكل سهولة، هذا هو الشعب السعودي العظيم، همة السعوديين مثل جبل طويق، ولن تنكسر، إن الشعب السعودي مؤمن بالتغيير وهم من يدفعون لذلك.. وأنا واحد منهم).
غير أن أكثر ما شد انتباهي، خلال حواره لقناة فوكس نيوز، أن سموه، وفي غمرة التعبير عن فخره بشعبه، لم ينسَ أو يتجاهل أهدافه، (أركّز وقتي لمُتابعة ما يخدم مصالح السعودية وشعبها، وهدفنا الوصول بالسعودية إلى الأفضل دائمًا وتحويل التحديات إلى فرص، مستكملاً: إن وتيرة تقدمنا ستستمر بسرعة أعلى.. ولن تتوقف أو تهدأ ليوم واحد).
والواقع أن وطننا، وفق الرؤية الطموحة لقيادتنا الرشيدة، لا تترك مجالاً للتنافس إلا وعملت بكل ما تملك من أجل تأكيد ريادته وقدرته على تحقيق أعلى الدرجات، سواء في المجال الاقتصادي أو الاجتماعي أو التعليمي أو البيئي، علاوة عن توفيره للأجواء الإيجابية للعيش في أمن وطمأنينة وسلام واحترام بين جميع الجنسيات والأعراق، وهو الأمر الذي يترجم المواصلة على مدّ يد العون والمساعدة للجميع، من توجّه إنساني بحت، لا يفرّق بين أحد بسبب جنس أو مذهب ديني أو لون، ومن ثمَّ حرص على أن يختم كلمته بشأن المتردّدين في زيارة المملكة، بقوله: (إن المملكة العربية السعودية أعظم قصة نجاح في القرن الـ21).
وعلى ما تم ذكره، لا يكاد يمرّ يوم دون أن يحمل على تقدير من المؤسسات العالمية والمنظمات المختصة باستطلاعات الرأي والدراسات، تمتدح بها دور المملكة ومنزلته، التي تزداد في الرسوخ على سعة القضايا والملفات على الخريطة العالمية.
أحدث هذه التقارير صادر عن برنامج جودة الحياة - أحد برامج رؤية المملكة 2030- في إحدى فعالياته التي أقيمت على هامش المنتدى السياسي رفيع المستوي للتنمية المستدامة (HLPF) المقام بمقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك خلال الفترة من 8 - 18 يوليو الماضي، حيث تم التأكيد فيه العمل على تحسين جودة الحياة لجميع الأفراد في المملكة من خلال مجموعة متنوعة من المبادرات التي تركز على مجالات رئيسية مثل الفنون والثقافة، الرياضة، السياحة، التنمية الحضرية، الترفيه، والهوايات، والأمن، والسلامة، وكشف الجهود لإيجاد حلول مبتكرة، وإيجاد نظام معرفي يعيد تعريف مفهوم جودة الحياة، وتَعاوننا مع شركاء عالميين مثل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat) يعزز من جهودنا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة».
وهكذا تمضي قافلة العلاقة بين السعوديين والقيادة الرشيدة قدماً، لتحقيق الأحلام المستقبلية، التي ستكون واقعاً بهذا التلاحم الفريد، بكل ثقة وثبات، وعلى هذه الخطى فقد اختارت جائزة «MENA Effie Awards» في نسختها الـ15 التي أُقيمت ضمن فعاليات موسم الرياض 2024، معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في المملكة، لجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير.
هذه الجائزة الحضارية المهمة والقيمة؛ تقديراً لمساهماته المتميزة في دعم وتطوير قطاع الترفيه في المملكة، وإثراء المجال الترفيهي، فمعاليه تزيد مساحة عطائه من دائرة إلى دائرة أخرى.
ويتعدد ويتنوع إنجازه من أفق إلى آخر: من الترفيه إلى الرياضة، ومن الاقتصاد إلى الابتكار والتميز في قطاع التسويق والإعلان.
وشهد قطاع الترفيه في السعودية تحت قيادة آل الشيخ، إطلاق مبادرات رائدة، منها موسم الرياض الترفيهي الأكبر عالمياً، الذي استقطب ملايين الزوار من داخل السعودية وخارجها، وحقق أرقاماً قياسية في حجم الفعاليات والعوائد الاقتصادية. كما نجح في استقطاب أبرز الأحداث الفنية والرياضية والثقافية العالمية، مما عزز من صورة السعودية بوصفها عاصمة للترفيه في المنطقة.
وبفضل الجهود التي قادها آل الشيخ في هيئة الترفيه، ساهمت الهيئة في تعزيز جودة الحياة في البلاد، بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية السعودية 2030»، من خلال خلق بيئة ترفيهية عالمية المستوى تدعم الاقتصاد الوطني وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة.
ويدين تركي آل الشيخ بالفضل لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، فدوره ودعمه المتواصل لمناشط الترفيه في وطننا لا بد من التوقف عنده كثيراً، فمنذ تأسيس هيئة الترفيه ووطننا يحقق الكثير من المنجزات، وكان الرافد الأساسي للسياحة، حتى أصبحت المملكة أحد أعرق الدول في المجالات الثقافية والترفيهية على الساحة الدولية، وأشهرها في التأثير والإنجازات الإبداعية، وصارت لها قاعدة جماهيرية كبيرة، ومتأصلة، وفي ظل اهتمامه ودعمه المستمر لكل ما يتعلق برؤية وطننا الطموحة، في ظل متابعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله -.
ودور تركي آل الشيخ بدأ في موسم الرياض منذ انطلاقته عام 2019م، واستمر في الإبحار معه في آفاق المنجزات، حتة نسخته الحالية 2024م، حيث شهد الموسم الترفيهي حضوراً لافتاً من الزوار من مختلف أنحاء العالم، إذ نجح في جذب نحو 6 ملايين زائر في أقل من شهر من انطلاقته، محققاً بذلك رقماً قياسياً يدلل على حجم إقبال الجمهور المحلي والدولي.
وشهد الموسم الترفيهي، تنظيم آلاف الفعاليات المتنوعة، بما في ذلك الحفلات الموسيقية، والمعارض الفنية، والعروض المسرحية، والأنشطة الترفيهية المناسبة لجميع الفئات العمرية في الوقت الذي يضم الموسم 5 مناطق رئيسية، هي: بوليفارد وورلد، والمملكة أرينا، وبوليفارد سيتي، وThe Venue، وحديقة السويدي. وتقدم كل منطقة تجربة فريدة للزوار، في الوقت الذي حقق الموسم رقماً قياسياً في أسبوعه الأول، حيث بلغ عدد الزوار مليونين، مما يعكس الشغف الكبير بالموسم الذي ينتظره الجمهور سنوياً.
ويستمر موسم الرياض 2024 في تقديم المزيد من الفعاليات والأنشطة المميزة، مع توقعات بزيادة أعداد الزوار في الأسابيع المقبلة، مما يعزز مكانة الرياض بوصفها وجهة ترفيهية عالمية.