محمد العشيوي - الجزيرة:
أبهر معرض كريستيان ديور مصمم الأحلام زوار «موسم الرياض» الذي أبرز الإبداعات التي قدمها في مسيرته، وذلك في المتحف الوطني السعودي، ليعرض أكثر من 75 عامًا من الإبداع الجريء الذي أطلقه كريستيان ديور برؤيته الرائدة، المعرض الذي أشرف على إعداده المؤرخ الفني فلورنس مولر ومصممة السينوغرافيا ناتالي كرينير، ويسلط الضوء على الإبداع المتميز لمديري الدار الفنيين منذ عام 1947 وحتى اليوم، مستعرضًا موضوعات متعددة من التصاميم المذهلة.
اكتسى المعرض بالفنون تحديدا في فن الأزياء الذي ابحر فيه بلمساته الأنيقة حيث ابرز الإبداع الذي قدمه في أرجاء المعرض، ويتجول الزوار في رحلة من التميز الفريد حيث يحتضن المعرض 14 صالة.
وفي كل قسم يبرز الخيال الواسع في الطرح الذي قدمه بأنامله وأفكار سابقة لعصرها، هناك جدارية تحكي عن قصة (ديور) منذ العام 1905 وذلك برسم ملامح حياته تعرض حياة كريستيان ديور منذ العام 1905، وهو اليوم الذي وُلد فيه في مدينة غرانفيل في فرنسا، ليشكل علامة فارقة في تاريخ الأزياء بالعالم، من خلال المنجزات التي تتواصل في الأزياء، ويتجول الزائر في جعبة رائعة بالثقافة والفنون، ويسلط الضوء على الإبداع المتميز لمديري الدار الفنيين منذ عام 1947 وحتى اليوم، مستعرضًا موضوعات متعددة من إرث الدار، مثل «مس ديور»، و«جادور»، وشغف فرساي، وحب الفنون بجميع أشكالها.
جمال الصحراء وكثبان الرمل
وتجمل المعرض في البياض الناصع وذلك من خلال صالة متخصصة بغرفة الإنتاج والتصاميم والتي تحاكي العمل اليدوي لتصاميمه المتنوعة، حضارة ثقافية شكلها في المسيرة الحالمة نحو الطموح حيث مزج المعرض بين الموسيقى الكلاسيكية والزهور، وجمالية الإبداع في زوايا المعرض المطرز بإنتاج فاخر وأنيق يمزج الكلاسيكية، وربيع الزي بصيفه وشتائه.
ومن اللافت للنظر أن أرجاء المعرض تمثلت في جناح متخصص بالحقائب وتعرض حصرية لزوار «موسم الرياض»، رؤية بصرية ازدانت بالتجول حيث تمثل المعرض (بهوية صحراوية) رسمت ملامح من (العلا) ازدانت بتاريخ عريق تروي قصة أخرى من جغرافية وثقافة المملكة في مزجها بعمق التاريخ، حيث جسدت الأزياء رؤية لامثيل لها بهذا الإبداع الذي استعرض فيها كثبان رملية ناعمة بتوهج الضوء، حيث كتب على هذا الجناح عنوانا يحمل (جمال الصحراء)، الكنز التاريخي في منطقة المدينة المنورة، عبر سلسلة من الفساتين الساحرة التي تستحضر أشعة الشمس الدافئة التي تغمر الصحراء، لتجسد أناقة عالمية.
نجوم في تصاميم ديور
ومنذ إطلاق (كريستيان ديور) لمجموعة الأولى في عام 1947 نجح في استقطاب أبرز نجمات السينما اللواتي تألقن بتصاميمه من بينهن غريس كيلي وريتا هابورث ومارلين ديترش، بالإضافة إلى الأسماء اللامعة مثل مارلين مونرو، وغيرهن اللاتي جذبتهن أعماله، ليستمر في استقطاب النجمات وينطلق نحو رحلته التسويقية إلى نجمات الفن، وهو الركن المخصص في استعراض هذه التصاميم التي تلفت النظر بالانسجام في التصاميم الكلاسيكية، لتكون واحدة من ابرز محطاته.
ويروي المعرض تلك القصة التي تستلهم من الحنين أجمله في عرض هذه الثقافة وهوايته التي عشقها، كما عزز (ديور) حضوره المتوهج والرائع لتكون أيضا «العطور» لها نصيب من تاريخه، حيث يقدم المعرض واحدة من ضمن قصص الروايات في رحلة العطور التي أنطلق بها في عالم الأناقة والذوق الرفيع.
وكان للمعرض نصيب من «الحديقة» التي تجملت بالأرستقراطية في تقديم تلك القهوة والمكان المخملي الذي يعد واحدة من تجربة الزوار.
كما يحتفي المعرض بحقيبة «ليدي ديور» الشهيرة عبر الأعمال الفنية التي جابت العالم ضمن تسع نسخ من مشروع «ديور ليدي آرت»، كما بدأ المعرض من 21 نوفمبر ويستمر حتى الـ 2 من أبريل 2025، ليعرض التميز الذي أطلقه كريستيان ديور برؤيته الرائدة على مساحة تتجاوز 1300م. يقع المعرض في منطقة المربع إذ يعد من أقدم وأشهر الأحياء في الرياض، وبها أبرز المعالم التاريخية بالعاصمة، ليرسم موسم الرياض بعد 88 عام بالمنطقة ذاتها واحة عالمية بين الماضي والحاضر مفعمة بالفن والثقافة والتاريخ العريق.