د.عبدالعزيز بن سعود العمر
أنا هنا لا أتحدث عن النقد من منظور أدبي «غذامي»، ولا أتحدث عن النقد من منظور «مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما)»، أتحدث تحديداً عن النقد باعتباره أداة هائلة في يد التربويين لإصلاح التعليم.
مشكلتنا مع النقد (نقد التعليم هنا) تكمن في كون بعض منا يراه للأسف عملا تمارسه النخبة فقط لتعبر عن جرأتها. النقد إذا لم يمارس وفق أصوله ومبادئه فلن يحقق الغرض الراقي المتوخى منه، ولعلي في هذه المقالة القصيرة أشير إلى بعض من المرتكزات التي يقوم عليها النقد الحقيقي، الذي أصبح يمارس وفق منهجيات علمية معروفة.
إن من أبجديات ممارسة النقد أن يكون لدي الناقد فهم عميق بالموضوع الذي ينقده، وبدون تحقيق هذا الفهم يصبح النقد مجرد كلام إنشائي فارغ، ومن المسلّم به أن الناقد يجب أن يتحلى بأخلاقيات النقد، ومن أهمها: عدم التعرض الشخصي لمن يوجه نحوه النقد، وأن يرتقي الناقد بألفاظه ومفرداته عن سفاسف الكلام، وأن يكون غرضه الإصلاح، وأن يكون لديه الجرأة ليتراجع إذا تبين له الحق.
ومن بين مسلّمات النقد أن يتجنب الناقد الجزم واليقين بصحة أفكاره، ليترك مجالاً للنقاش حولها، كما يجب على الناقد عدم الإفراط في عرض السلبيات والإيجابيات المتعلقة بالموضوع الذي ينقده، وهو ما قد يكشف عن تعرضه الشخصي لمن يوجه نحوه نقده.