خالد بن حمد المالك
تعاني الرياض من اختناقات مرورية، ومن ازدحام في الطرق، ومن عدم انسياب في الحركة المرورية، رغم سعة الشوارع، وتوفر الأنفاق والجسور وطرق الخدمة الموازنة، لأن النمو في السنوات الأخيرة في عدد السكان، وكثرة السيارات، وعدم وجود بديل لها من قطارات، ونقل عام ساعد على تنامي هذه المشكلة، وعطّل مصالح المواطنين والمقيمين والزائرين.
* *
ولم تكن القيادة غافلة عن هذه المشكلة، فقد ظلت هاجسها، وموضع اهتمامها، حريصة على إيجاد حلول لها، ضمن الخدمات الأخرى التي تسعى لتوفيرها، وفي سياق الجهد المقدر منها لمواجهة هذه التحديات، ومعالجتها على النحو الذي يريح الجميع.
* *
وكان مشروع النقل العام -كما قال ولي العهد- ثمرة من ثمار غرس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وهو أحد المشروعات الكبرى في المملكة، ويتميز بمواصفاته التصميمية والتقنية العالية، فقطار الرياض يتكون من 6 مسارات وبطول 176كيلو متراً، و85 محطة من بينها 4 محطات رئيسية.
* *
ولأهمية المشروع فقد افتتح الملك سلمان بنفسه مشروع قطار الرياض، بعدّه العمود الفقري لشبكة النقل العام بمدينة الرياض، وأحد عناصر منظومة النقل في عاصمة المملكة، حيث اشتمل على تأسيس شبكة للنقل بالقطارات، وشبكة موازية للنقل بالحافلات، تعمل على تلبية متطلبات النقل القائمة والمتوقعة في المدينة.
* *
بدأت فكرة قطار الرياض من دراسة للوضع الراهن في المدينة، واحتياجاتها الحالية والمستقبلية من قطاع النقل العام، وتحديداً أفضل الحلول لتأسيس نظام نقل عام مستديم يتلاءم مع واقع المدينة وخصائصها العمرانية والسكانية والمرورية، وخلصت الدراسات إلى تأسيس شبكة للنقل العام بالقطارات وشبكة موازية للنقل بالحافلات.
* *
وهناك ثلاثة ائتلافات تضم أكثر من 19 شركة عالمية كبرى تنتمي إلى 13 دولة، هي من تم ترسية عقود تنفيذ مشروع قطار الرياض عليها، وهذا المشروع يعد أحد أضخم مشروعات النقل العام في العالم؛ فهو يغطي كامل مساحة مدينة الرياض ضمن مرحلة واحدة.
* *
ويتميز المشروع بطبيعته الدقيقة، ومواصفاته التصميمية، والتقنية العالية، وانسجامه مع الخصائص الاجتماعية والبيئية والعمرانية لمدينة الرياض وسكانها، ومع انطلاقة هذا المشروع فإن سكان مدينة الرياض سيكونون على موعد مع رفع مستوى جودة الحياة في المدينة.
* *
ومع إنجاز هذا المشروع العملاق بشقيه القطار والحافلات، فقد سارع سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض بمناسبة افتتاحه بتقديم عظيم الشكر لخادم الحرمين الشريفين على دعمه ورعايته الكريمة، منذ أن كان فكرة حتى تجسد على أرض الواقع، أثناء رئاسته للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض حين كان أميراً للمنطقة.
* *
في الأول من ديسمبر سوف يتم تشغيل 3 مسارات، ويستكمل تشغيل بقية المسارات الثلاثة الأخرى في الخامس من يناير، لترتقي الرياض إلى المكانة الرائدة التي تستحقها كما قال أمير منطقة الرياض، وليسهم في تيسير سبل التنقل لسكانها وزوارها كما صرح بذلك نائب أمير منطقة الرياض، وهو إنجاز وطني وتاريخي كما يراه أمين مدينة الرياض، فيما هو بداية عصر جديد لخدمات النقل العام كما يراه وزير النقل والخدمات اللوجستية.
* *
يقول المهندس إبراهيم السلطان الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض: إن مدينة الرياض تقطف الآن ثمار هذا المشروع الذي سيغير من صورة العاصمة، ونمط التنقل لسكانها وزوارها، وأنه سوف يسهم في تشجيع السكان على النمط الصحي للحياة عبر توفير البيئة الملائمة للمشي، وصولاً إلى محطات النقل العام، وسط محيط حضري منظور، ومحاط بالأنشطة التجارية والثقافية والسياحية الجاذبة.
* *
نحن إذاً أمام واحدة من هدايا الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان لشعب يستحق، لتضاف إلى هدايا سابقة، وأخرى قادمة، بينما يستمر القطار في السير، ويتواصل هذا العهد الزاهر في تقديم المنجزات واحدة بعد الأخرى إلى شعب في وطن طموح ومزدهر، وهكذا هي المملكة تترك للأعمال لا للأقوال الحديث عنها.