سام الغُباري
كتب «تركي آل الشيخ» عن الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، بلهجةٍ سعودية بسيطة، عميقة كحبٍّ لا يُترجم إلا بالصمت. كانت كلماته أشبه بدندنات الحنين، لامست قلوب السعوديين، وأيقظت فيهم ذكريات العمر، إذ حملتهم إلى عهدٍ كان فيه إمام المسلمين سلمان أكثر من حاكم. كان أبًا، قلبًا ينبض بصدقٍ لكل زاوية في الرياض.
الرياض ليست مدينة عابرة في الجغرافيا، بل كيانٌ ينتمي إليه الملك سلمان كما ينتمي إليها. كان هو أميرها، ولكنها أيضًا روحه. كأن كل حجر فيها يحفظ أنفاسه، وكل شجرة تروي قصة عينه التي لم تغفل عنها يومًا. يقول تركي آل الشيخ @Turki_alalshikh إن الرياض «هيّ الملك سلمان»، ومن يقرأ هذه الجملة يعرف أن سلمان بن عبدالعزيز ليس مجرد ملك، بل ذاكرة هذه المدينة، ظلها الذي لا يغيب، كما هو إمام كل المسلمين في أدنى الأرض وأقصاها.
هي قصة حب قديمة، عاشها «سلمان» مع الرياض وأهلها. كان يعرفهم فردًا فردًا، يعرف جدك، وعمك، وخالك، يجلس معك ليحكي قصصًا عنهم، وكأنه يروي لك تاريخك الذي نسيت. لم تكن علاقةً رسمية، بل علاقة من ينتمي إلى قلب الناس، علاقة رجلٍ ضبط الرياض على وقته، وكأنها ساعة يده.
يتذكر معالي المستشار: قبل خمسة عشر عامًا، حين كان الملك الوالد سلمان يجري عملية جراحية في كليفلاند. أفاق من التخدير، وكانت أول كلماته: «أريد الهاتف.» لم تكن هذه العبارة طلبًا عابرًا. كان قلبه على الرياض، على عمله، على مدينته التي حملها بين أضلاعه حتى وهو على سرير المرض.
واليوم، يدشّن الملك سلمان @KingSalman قطار الرياض. يقف أمام هذا المشروع، وعيونه ترى ما كان قبل عقود: مدينة صغيرة، سكانها أقل من 150 ألف نسمة، ومساحتها محدودة. لكنه لم يرَ يومًا في صغرها عجزًا، بل رأى فيها وعدًا. واليوم، هذا الوعد يتحقق. الرياض الآن تقف شاهدةً على رجلٍ لم يدخر يومًا جهدًا ليمنحها المجد.
عندما تقول «#الرياض»، فأنت تقول «سلمان بن عبدالعزيز». ليس لأن اسمه يرتبط بها، بل لأنها تحمله في كل تفاصيلها، كما يحمل الأب ملامح ابنه في عينيه.
حفظ الله الملك سلمان، وأطال في عمره بالصحة والعافية، وحفظ ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، الذي يحمل الشعلة بعزيمة وإلهام. وإلى الشعب السعودي العظيم، أنتم روح هذا الوطن الذي لا يكتمل إلا بكم. الرياض تنمو بجهد سلمان، ولكنها تزهر بكم.