محمد الخيبري
لم يكن يوم الجمعة الماضي يوماً عادياً على الهلال والهلاليين الذين شدوا الرحال إلى المنطقة الشرقية لخوض مباراة الجولة الثانية عشرة من دوري روشن السعودي للمحترفين من أمام فريق الخليج الذي فجر إحدى مفاجآت الموسم وحقق عدة مكاسب لوجستية تدعم مسيرته الكروية بالدوري السعودي المحترف.
كانت مباراة تاريخية تقدم من خلالها الهلال بهدفين نظيفين وألغى الثالث بداعي التسلل بعد تدخل التقنية الحديثة المستخدمة في غرفة الـ(VAR) ليتغير سيناريو اللقاء ويستغل نجوم الخليج الأخطاء الدفاعية الفادحة والقاتلة من خط دفاع الهلال الدولي ليقلب الخليج الطاولة في وجه زعيم آسيا ويحقق الفوز الأول عليه بتاريخه ويسجل ثلاثة أهداف تاريخيه لم يستطع تسجيلها خلال ثلاثة عشر لقاء تاريخياً.
واستطاع فريق الخليج ايقاع الهزيمة الأولى بالهلال بعد الهزيمة الأخيرة التي تلقاها الزعيم من فريق الجيل قبل أكثر من خمسمائة وخمسين يوماً كاملة، خاض خلالها الهلال سبعة وخمسين لقاء محلياً، منها واحد وخمسون لقاء انتهى بالفوز وستة لقاءات انتهت بالتعادل محققاً أربع بطولات كأعلى رقم قياسي لم يستطع خلاله أكبر الأندية السعودية وأعرقها كسره وايقاف مسيرة الزحف الزرقاء.
خسارة الهلال من الخليج لم تكن مجرد خسارة مباراة دورية بل كانت خسارة كسر لسلسلة اللاهزيمة وخسارة صدارة الدوري التي تمسك بها الزعيم لمدة إحدى عشرة جولة.
هذه الخسارة كانت لها أبعاد كبيرة لدى الهلاليين وكانت ردة الفعل الجماهيرية الإعلامية متعقلة كعادة الهلاليين وقت الانكسارات والإخفاقات على الرغم من تعالي صوت التندر والسخرية التي عجت به مواقع التواصل الاجتماعي ومساحات منصة (X) من المناكفين للهلاليين.
أغلب الطرح الهلالي خصوصاً الجماهيري أتفق معه كونه ناقش أسباب الخسارة بمنطق ولم يغلب الصوت العاطفي، بل كان متعقلاً حتى بتوجيه الانتقاد للجهازين الفني والاداري واللاعبين.
وبالعودة لمجريات المباراة يتضح جلياً التعالي الواضح من نجوم الهلال الذين لم يعطوا اللقاء حقه من الاحترام؛ مما كان له دور كبير في شحن معنويات نجوم الفريق المنافس.
ومن وجهة نظر علمية فنجوم الهلال دخلوا اللقاء بثقة مفرطة «منحازة» تعرف بنظرية (Orerconfidence Bias) (تحيز الثقة المفرطة) وهي انحياز راسخ بحيث تكون ثقة الشخص واعتماده على أحكامه الشخصية أكبر من دقة وموضوعية تلك الأحكام.
ومن خلال مجريات اللقاء كان لتأثير تلك النظرية العلمية على نجوم الهلال أثر كبير حيث إن الدراسات تؤكد بأن (نظرية تحيز الثقة المفرطة) تجعل الشخص عرضة لارتكاب العديد من الأخطاء وينخفض لديه مستوى الحذر في أغلب تصرفاته وتكون أغلب قراراته متسرعة ومترددة وغالباً يتم اتخاذ القرار بدون تفكير.
ونظراً لوجود إدارة محترفة للفريق الهلالي أعتقد أنه لايمكن أن تمر عليها هذه التفاصيل العلمية مرور الكرام، وأجزم أن هذه الإدارة تعمل بكل جدية لحل أي إشكالية إدارية أو نفسية أو حتى إشكاليات فنية.
وللمعلومية هذه النظرية العلمية من السهل التعامل معها وحل إشكاليتها بمجرد جلوس مع النفس وقليل من العصف الذهني للتخلص من بعض العشوائية والتركيز بالعمل أيّاً كان حتى وان كان لعب كرة القدم.
ولا نغفل عن أمر مهم جداً، وهو أن بعد كل إخفاق للهلال يعود سريعاً وبشكل قوي ويلتهم من أمامه والشواهد والبراهين كثيرة، وهو ما يؤكد أن نجوم الهلال قادرون على التعامل مع نظرية انحياز الثقة المفرطة والقدرة على تحويل الإخفاق إلى إنجاز.
عودة الهلال القوية والمعتادة هو مؤشر ثقة مريحة للجماهير والإعلام الأزرق وهذا الأمر مؤكد في مسيرة الدعم اللامحدود التي يحظى بها الهلال من جماهيره وإعلامه والذي يشحن همم نجوم ويساعدهم على الإنفجار الفني داخل أرض الملعب.
والهلال عبر مسيرته التاريخية من أفضل الفرق الذي يتعامل مع الإخفاقات وخسائر المباريات بمهنية عالية، ويمتلك كوادر إدارية قادرة على إخراج نجوم الفريق من أي انكسار، وهذا الأمر هو سبب ديمومة الإنجازات الهلالية.
قشعريرة
قصة الهلال مع سوء التحكيم الآسيوي لا أعلم متى ستنتهي، ولا أعلم هل سوء هذا التحكيم الذي يحضر في أغلب مباريات الهلال بالمعترك الآسيوي: هل هو سوء طالع للهلال أم هو أمر مقنن؟.
الهلال خسر مباريات وبطولات آسيوية بفعل سوء قرارات تحكيمية واضحة وسهلة طوال مشاركات الهلال آسوياً في ظل غياب الصوت الرسمي من الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي تطال كوارث التحكيم الآسيوي أغلب فرقنا السعودية المشاركة وحتى منتخباتنا الوطنية.
تعثر الهلال بالتعادل الايجابي أمام السد القطري في المباراة التي احتوت على كوارث تحكيمية أضرت بالهلال على الرغم من وجود التقنية الحديثة وغرفة الـ(VAR).
الهلال وعلى الرغم من لعبه لقاء السد الآسيوي خارج الوطن وفي الأراضي القطرية إلا أنه تفوق فنياً على منافسه وقدم نجومه مستوى فنيا مرموقا وأهدروا العديد من الفرص وأجبروا لاعبي الفريق المنافس على ارتكاب الأخطاء داخل منطقة الجزاء ولكن سوء مستوى التحكيم أنقذ فريق السد القطري من هزيمة تاريخية.