واس - عبدالعزيز الحموان/ تصوير - أحمد الجروان:
يشهد قطاع (زراعة الزيتون) في منطقة الجوف نموًا مطردًا عامًا بعد آخر، جعل منه قاطرة محركة للتنمية الاقتصادية والسياحية بالمنطقة، ويسهم بشكل كبير في زيادة إنتاجية القطاع الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي واستدامة الموارد الطبيعية، بما يحقق إستراتيجية تطوير منطقة الجوف، في ظل النهضة التنموية التي تشهدها المملكة وفق أهدافها الطموحة 2030م.
وتتصدر منطقة الجوف بإجمالي (282,185) طنًا سنويًا بنحو (88) % من إجمالي عدد أشجار الزيتون المزروعة في المملكة؛ لتُسهم في تلبية احتياجات المملكة بأجود أنواع المحاصيل الزراعية، ودعم الإنتاج المحلي، خصوصًا وأن المقومات الزراعية تعد من أبرز المزايا النسبية للمنطقة؛ التي تتميز بوفرة المياه وخصوبة التربة واعتدال المناخ، ويُبلغ إنتاج مزارع الزيتون بالجوف ما يُقدّر بـ18 ألف طن من زيت الزيتون سنويًا، و150 ألف طن من زيتون المائدة، تنتجها 23 مليون شجرة زيتون تتوزع على أكثر من 16 ألف مزرعة ومشروع.
ويجسد مهرجان زيتون الجوف الدولي، على مدار 17 نسخة؛ أهمية زراعة الزيتون والقطاع الزراعي بشكل عام في منطقة الجوف، والأثر الإيجابي على المنتجين والتنمية الاقتصادية والسياحية، ومساهمته في تطوير وتمكين القطاع وفتح قنوات بيع وأسواق جديدة أمام المنتجين والمستهلكين.
ومن أبرز المناطق الزراعية في الجوف منطقة «بسيطاء» التي تقع في «طبرجل»، وتعد أكبر منطقة زراعية في الشرق الأوسط، وتضم أكبر مزرعة زيتون في العالم تضم 5 ملايين شجرة على مساحة 7 آلاف هكتار، وتتميز «بسيطاء» بوفرة المياه الجوفية وخصوبة الأراضي، وتنتج آلاف الأطنان من الخضروات والقمح والشعير.
وبدأ مزارعو الزيتون بالمنطقة موسم جني المحصول منذ مطلع شهر أكتوبر الماضي، ومن أنواع أشجار الزيتون في الجوف نوع «الأوربكينا» الذي تمتد فترة حصاده من مطلع أكتوبر إلى منتصف نوفمبر، ونوع «الأوربوسانا» الذي تمتد فترة حصاده من منتصف نوفمبر إلى منتصف ديسمبر كل عام، ويبدأ خلال شهر نوفمبر موسم عصر إنتاج المزارع الوفير من الزيتون لاستخلاص أحد أبرز المنتجات الغذائية التي ترفد بها الجوف الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية، وهو زيت الزيتون عالي الجودة.
وتعمل في المنطقة نحو 30 معصرة للزيتون بطاقات إنتاجية متفاوتة، ويوظف قطاع الزيتون تقنيات حديثة ومتطورة في مجالات الري، والحصاد من خلال الحاصدات الحديثة الملائمة لحقول الزراعة المكثفة، كما تم إنشاء مصانع حديثة لعصر الزيتون وتشغيل ماكينات متطورة تُدار من خلال لوحات تحكم إلكتروني، وإنشاء خزانات لزيت الزيتون تصل سعتها في بعض المصانع إلى قرابة 1.8 مليون لتر.
وتجسد تجربة المزارع سعيد الشمري، النمو المتسارع لقطاع الزيتون بالجوف من خلال جهود واستثمارات الأفراد والشركات، حيث كانت في مزرعته 4 آلاف شجرة قبل 16 عامًا، تضاعف عددها بنسبة 250% ليتجاوز عدد الأشجار حاليًا 10 آلاف شجرة، وعن تجربته يوضح الشمري أنه بدأ زراعة الزيتون عام 1429 هجري، وقرر أن يتميز بالزراعة العضوية، ولا يستخدم غير السماد العضوي لتغذية أشجار مزرعته التي تضم النخل والعنب والزيتون، مشيرًا إلى أن إنتاجية شجرة الزيتون من الزيت تتراوح من 15 إلى 20 لترًا.
ولا تقتصر صناعة الزيتون على الزيت وزيتون المائدة فقط، بل يستفاد من أجزاء الشجرة في العديد من الصناعات التحويلية، لتشمل منتجات العناية الشخصية مثل: الصابون، وشامبو الشعر، وغيرها، وورق الزيتون، والعلف الحيواني، وكذلك الفحم حيث تنتج إحدى الشركات الوطنية الفحم من أشجار الزيتون والفاكهة بالمنطقة، وذلك بترخيص من الجهات ذات العلاقة وفق الضوابط والاشتراطات النظامية للمحافظة على البيئة والموارد الطبيعية.