دهام بن عواد الدهام
أدرك وأقدر جهودكم ومسؤولياتكم تجاه سير الحركة في مدن المملكة وخاصة الرئيسة منها: الرياض، مكة المكرمة، المدينة المنورة، جدة، والدمام، وجهودكم الحثيثة بتسيير وتسهيل حركة المرور في هذه المدن.. اسمحوا لي المشكلة ما زالت قائمة وبشكل متزايد.. أنا سأتحدث عن الرياض الحبيبة، رياض اليوم ليست رياض الأمس؛ نمو سكاني، تطور عمراني، استقطاب استثمارات خارجية والشركات الأجنبية، ندوات ومؤتمرات عالمية ومعارض ومناشط دولية مستمرة زادت من حدة الزحام في طرقات الرياض مع بقاء جغرافية الطرق نوعا ما لم تتغير، أحيانا بعض الأفكار تكون غريبة في الطرح لكن إن وجدت الإرادة الصلبة سيكون تنفيذها مدعاة لحل كثير من المشكلات المرورية.. خاصه ونحن (ساعة إعداد هذه المادة) تستعد الهيئة العامة للطرق لاستضافة مؤتمر سلامة واستدامة الطرق بالعاصمة الرياض.. أعود إلى إحصاءات، كم يقضي ساكن الرياض أو جدة في العام قابعا في مركبته بسبب الزحام، أعتقد أنكم تدركون ذلك قبلي. دعونا نفكر ولو خارج الصندوق قليلا، سأطرح بعض الحلول لربما تساعد مع تشغيل النقل العام ومترو الرياض بنجاح هذه المقترحات ولو بالحد الأدنى..
أولا: في الطرق السريعة وفي كثير من دول العالم لا يسمح باستخدام مسارها الأيسر إلا من اثنين أو أكثر في المركبة الواحدة (عن طريق إشارات في الطريق توضح هذا النظام) وإلا سيتم تعرض المركبة للمخالفة، تطبيق هذه الخطوة يساعد على تسهيل مهمة أي مركبة تحمل أكثر من شخص وتشجع عملية التنقل المشترك بين زملاء وأصدقاء العمل الواحد أو الأسرة أو الحي الواحد.
ثانيا: في الثمانينيات الماضية كنت في إحدى العواصم الأوروبية تقلني سيارة أجرة وكنت مقيما في فندق على جنبات أحد الطرق الرئيسة وحين اقتربنا من الفندق تخطى قائد المركبة مدخل الطريق وعند الاستفسار عن سبب ذلك أفاد السائق أن إدارة السير في هذه المدينة حددت مواعيد لدخول هذا الطريق بين أرقام المركبات وحددت ساعات وأياما محددة للمركبات ذات الرقم الفردي وأخرى للمركبات ذات الرقم الزوجي.. الفكرة تطبيقها يعني إفراغ 50 في المائة من المركبات في الطرق المزدحمة ويتم ذلك وفق أسس وخطوات يدركها مسؤولو التخطيط بالمرور.
ثالثا: يا مرورنا العزيز إقفال مداخل ومخارج الطرق السريعة أوقات من ذروة الازدحام لا يحل المشكلة، بل ينقلها من موقع إلى آخر وإعادة هندسة المداخل والمخارج من وإلى الطرق الرئيسة ضرورة ملحة خصوصا طريقي أبو بكر وعثمان.
رابعا: يتحدث كثيرون عن وضع قيود على امتلاك المركبات لفئة معينة من العمالة الوافدة وفقا لنوع النشاط وحجم المؤسسات التابعين لها ومع أنني لا أؤيد كثيرا مثل هذا الطرح لكن إدارات التخطيط بإدارات المرور تدرك ما يمكن اتخاذه لمثل هذا الطرح إن رأت أنه من أسباب الكثافة المرورية.
خامسا: التنسيق والتعاون مع وزارة التعليم ووزارة الموارد البشرية لإيجاد تنظيم للدراسة أو العمل عن بعد لأيام محددة وخاصة أوقات يرى المرور أنها ذروة الزحام ونتمنى أن يساعد تشغيل مترو الرياض والنقل العام بالحلول للازدحام واختناقات الحركة المرورية.
أخيرا.. نظام المواقف المدفوعة يحتاج إلى حملة إعلامية مكثفة لإيضاح الكيفية التي يعمل بها هذا النظام نظرا لإشكالات حصلت مع قائدي المركبات بسبب عمل بعض العدادات أو الجهل بعمل النظام أو عطلها مع ضرورة تقيد تطبيقات التوصيل بتدريب قائدي الدراجات النارية بالالتزام بأنظمة السير وعدم التداخل في مسارات المركبات الأخرى التي تسببت حوادث كثيرة..
لعل ما يتم طرحه من مقترحات تجد وتساعد على بعض الحلول لأزمة أصبحت مزعجة ومزمنة.. والله ولي التوفيق.