سهم بن ضاوي الدعجاني
«منتدى مسك العالمي» أصبح يعد إحدى أكبر المنصات الشبابية العالمية الملهمة للحوار والنقاش في القضايا التي تهم الأجيال القادمة، على مستوى العالم، تابعته في نسخته الثامنة بشعاره الواعي لظروف المرحلة «من الشباب، لأجل الشباب»، الذي أقيم لأول مرة في مدينة محمد بن سلمان غير الربحية في قاعة «الملفى»؛ تلك المدينة التي تعدّ مشروعاً وطنيا طموحاً يهدف إلى بناء مجتمع معرفي حيوي، يتلاقى فيه الشباب الموهوبون مع أحدث الابتكارات، عبر مرافقها المتكاملة، التي توفر لهم بيئة خصبة للتّعلم والتّطوير، إذ تعكس هذه المدينة الرؤية الطموحة للأمير محمد بن سلمان في بناء مستقبل «الوطن الحلم»، فوجدت المنتدى في جميع نسخة السابقة، «أيقونة» إبداع سعودي بمواصفات عالمية، ومن خلال عدد كبير من القادة والمبدعين وصناع التغيير والجلسات الحوارية وورش التدريب والمساحات التفاعلية المبتكرة: المسرح، ديوان القادة، المجلس، دكان المهارات، بيت الشباب، الواحة، واصل هذا المنتدى العالمي رسالته للاستثمار في الشباب كمحرك رئيسي للتنمية، من خلال تمكينهم للإسهام بفاعلية في بناء مستقبل واعد على المستويين المحلي والدولي، منذ انطلاقته في عام 2016، و»الجلسات الحوارية» مع الشخصيات الملهمة من الداخل والخارج تحدثت في جميع نسخ المنتدى السابقة عن الفرص المتاحة أمام شباب اليوم لقيادة وبناء مستقبل الغد، وعن طبيعة المهارات التي يتطلبها عالم يتغير باستمرار ومستقبل لم تتضح ملامحه بعد، في جو مفعم بالطاقات الشابة ؛ خاصة وأن تلك الشخصيات الملهمة، قد أبدعت في حواراتها المباشرة، في رسم سمات الشباب الاستثنائية وخصائصهم الفريدة التي تنقلهم في عالم اليوم من مقاعد الجماهير إلى غرفة القيادة، وتجعل دورهم يتجاوز التفاعل مع الواقع إلى التفاعل مع المستقبل وصناعته بأيديهم، ليكتب الشباب السعودي أعظم قصة نجاح في القرن الـ21، كما يسعى المنتدى كل عام إلى تعزيز مكانة «الرياض» كوجهة للشباب وأجيال المستقبل في مختلف المجالات، خاصة أن النسخة الأخيرة من المنتدى تميزت بمشاركة فئات كبيرة من الشباب عبر المنصة الافتراضية، والقادمين من المدن والمحافظات المجاورة، و(78) دولة حول العالم، حيث قضوا يومين بصحبة الحالمين من الشباب وصانعي التغيير والشغوفين لقيادة المستقبل، والجميل في هذا المنتدى إعلان السيد بيل غيتس عن المقر الإقليمي لـ»مؤسسة بيل وميليندا غيتس» في «مدينة مسك»لتبدأ في «الوطن الحلم» مرحلة جديدة ومهمة من دعم التنمية المستدامة وتعزيز الأثر الإيجابي على مستوى العالم.
السؤال الحلم
كيف تقيس مؤسسة «مسك» التزامها المستمر بدعم تطلعات الشباب؟، وكيف تضمن توجيه صنّاع القرار نحو تصميم برامج فعَّالة تتناسب مع تلك التّطلعات وتواجه التحديات في مختلف بقاع العالم؟
لقد طرحت هذه الأسئلة كغيري من المتابعين والراصدين للحراك التنموي من خلال هذا المنتدى العالمي الذي أصبح علامة فارقة في المجتمع السعودي، ونافذة عالمية لشباب الوطن، لهذا أطلقت مؤسسة «مسك» خلال المنتدى الأخير النسخة الثالثة من «مؤشر الشباب العالمي» الذي يمثل أداة استراتيجية لتمكين الشباب، عبر تقديم رؤى شاملة تستند إلى بيانات دقيقة وموثوقة حول التحديات والفرص التي يواجهونها في مختلف دول العالم، الذي يشكل مرجعاً شاملاً يضمّ تحليلات مستفيضة تغطي قياس العوامل التي تؤثر على الشباب في (40) دولة، في مجالات مختلفة :التعليم، والمهارات، والريادة، والصحة، وقد بُنيت نتائج المؤشر استناداً إلى تقييم الخبراء للسياسات العامة للدول، وبيانات لمصادر موثوقة، واستبيان أُجري على (41) ألف شاب وفتاة حول العالم، وبهذا المؤشر الشامل الدقيق يتحقق لمؤسسة «مسك» الالتزام المستمر والمستدام لدعم تطلعات الشباب، وتوجيه صنّاع القرار نحو تصميم برامج فعَّالة تتناسب مع تلك التّطلعات وتواجه التحديات المحيطة بهم، ليس في المملكة فقط بل، في مختلف دول العالم، لتستمر حياة الشباب مليئة بالنقاشات الملهمة مع القادة والخبراء وصناع القرار بكل لغات العالم، وليبقى الشباب في حوارات مفتوحة وتفاعلية مع النخب الفكرية، لمزيد من التعرف على ذواتهم ونقاش لأفكارهم المبتكرة لممارسة أدوارهم المفصلية كمواطنين فاعلين في مجتمعاتهم.