عبد العزيز الهدلق
آخر خسارة تلقاها الهلال محلياً كانت أمام فريق العدالة بتاريخ 25-3-2023، إلى أن خسر من الخليج في 23-11-2024 . وطوال عام كامل وثمانية أشهر كان الهلال يسير من فوز إلى فوز، ومن انتصار إلى انتصار، تتخلله بضعة تعادلات، ولا يعرف طعماً للخسارة، محققاً أرقاماً قياسية غير مسبوقة، محلية وعالمية، وحصل بموجبها على شهادة من موسوعة غينيس العالمية بسلسلة أكثر فريق حقق انتصارات متتالية، ومحلياً حقق سلسلة أكثر مباريات متتالية لم يخسر فيها في جميع المسابقات، فضلاً عن تحقيق البطولات والكؤوس واحتكار صعود المنصات وتوشح الذهب.
ومنحت خسارته الفرصة للمحتقنين لينفسوا شيئاً من احتقانهم تجاه الهلال، ولكنها خسارة بمثابة انتصار للهلال، جعلت الفرحين بخسارته يتساءلون كيف استطاع فريق الخليج بقدراته وإمكانياته المحدودة تحقيق الفوز على الهلال، الذي عجز عنه كبار الفرق المدعومة بالمليارات، والتي تعرض بعضها للهزيمة من الهلال لثماني مرات متتالية، وبعضها لم يكسب الهلال منذ أكثر من سنتين أو ثلاث! مكتفياً بالتعادل في أحسن نتائجه.
وإذا كان الهلال هو الفريق القوي والبطل المتوج محلياً فذلك لا يعني أنه ليس بحاجة إلى التفاتة من إدارته ومدربه لتدارك بعض مواطن الخلل، والتي كشف شيئاً منها فريق الخليج.
فمدرب الهلال يجب أن يعي أن غياب نيفيز في مركز محور الارتكاز لا يعوضه سوى لاعبين اثنين وليس واحداً، فهو مرة يشرك كنو، ومرة ناصر الدوسري، وثبت في غير مباراة أن الواحد منهما غير قادر على القيام بأعباء وواجبات المركز. لذلك فوجوب مشاركتهما معاً أمر حتمي ولا مفر منه، وقد رأينا كيف أن مهاجمي الفرق الأخرى يواجهون قلبي دفاع الهلال مباشرة وبسهولة ودون أن يجدوا صعوبات يفترض أن يصنعها لاعب المحور.! وكذلك بناء الهجمات من الخلف يبدأ من مركز المحور، وكان نيفيز يقوم بهذا الدور ببراعة، ولكن ناصر وحده، أو كنو وحده لا يستطيعان منفردين بناء الهجمات من الخلف بنفس الكفاءة، فلابد أن يتساعدا في هذا الجانب ويقوما بالبناء مجتمعين، ثم تدوير الكرة للأمام في صناعة متقنة للهجمة. وإذا لم يشرك جيسوس الثنائي كنو وناصر معاً في مركز المحور في المباريات المقبلة فسيتعرض الفريق لمتاعب كثيرة، سواء من مهاجمي الفرق الأخرى، أو في بناء الهجمات من الخلف ونقل الكرة بكفاءة فنية من ملعب الهلال إلى ملعب المنافس.
زوايا
* من المؤكد أن مدرب السد القطري فليكس سانشيز قد شاهد مباراة الهلال والخليج عدة مرات، ودرس الهلال بدقة، وربما يفوز لو ظهر الهلال بنفس مستواه أمام الخليج، أما إذا فاجأه بخلاف ذلك فسينتصر كبير آسيا لا محالة.
* أثناء احتساب ضربة جزاء للخليج أمام الهلال كان احتمال تصدي ياسين بونو للضربة وارداً جداً في ذهن كل متابع، إلا في ذهن لاعبي الهلال، فلو كان حاضراً في أذهانهم لتحفزوا واستعدوا للانقضاض على الكرة عند ارتدادها، ولكن الذي حصل أن لاعبي الخليج كانوا الأكثر استعداداً، والأسرع في الانقضاض، فسجلوا هدفاً أكدوا من خلاله تركيزهم الذهني الكبير، بينما كان ضعف التركيز لدى لاعبي الهلال.
* ليس من مصلحة الهلال أن يشارك ماركوس ليوناردو أساسياً ومنذ البداية، فوجوده على الدكة أكثر نفعاً.*
* محمد القحطاني كان متميزاً في مباراة الهلال الأخيرة أمام الخليج، ووضح مقدار استماعه لتوجيهات المدرب بضرورة التعاون مع زملائه، وإن كان لازال بحاجة للفرصة لاكتساب مزيد من الخبرة، فالانفرادة التي أضاعها أمام الخليج ما كانت لتضيع بتلك السهولة لو كان لديه شيء من الخبرة.
* صدارة دوري روشن ستعود زرقاء وقبل فترة التوقف القادمة التي تبقى عليها جولتان.
* أكثر ما تحتاجه مباراة اليوم بين الهلال والسد القطري تحكيم قوي وصارم وعادل.
* في المباريات الماضية للهلال ومنذ غياب نيفيز اتضح مقدار الإرهاق الذي يتعرض له النجم سافيتش، الذي أجبر على القيام بعدة أدوار في وسط الملعب بما يفوق طاقته البدنية، حيث يتراجع عطاؤه مع منتصف الشوط الثاني، وهذا ما يفرض على جيسوس إشراك الثنائي كنو وناصر معاً لمساندته في أدواره وتخفيف الأعباء عنه، ليكمل المباراة بنفس العطاء.
* سلسة الهلال بعدم الخسارة تاريخية، ولن يستطيع أي فريق الوصول لها، (57) مباراة متتالية بلا هزيمة، منها (51) انتصاراً و(6) مباريات تعادل، تخللها الفوز بأربع بطولات، تاريخ سيخلد في سجلات الكرة السعودية مكتوب بمداد من الذهب الأزرق.