د. عبدالعزيز بن صالح السهلي
تجسد رؤية المملكة الطموحة تحويل قطاع النقل والخدمات اللوجستية إلى مركز عالمي متكامل يعزز مكانة المملكة كحلقة وصل رئيسية في الاقتصاد العالمي.
إننا أمام مسؤولية عظيمة، تتطلب تكاتف الجهود وتسريع الخطوات نحو تحقيق الأهداف الطموحة التي حددتها رؤية المملكة 2030، بدعم مباشر من الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية.
لقد شهدنا بالفعل تقدمًا ملموسًا في تطوير البنية التحتية اللوجستية، من خلال استثمارات ضخمة تجاوزت 200 مليار ريال حتى الآن، مما ساهم في تقدم المملكة لمراكز متقدمة في مؤشرات الأداء العالمية، سواء في مؤشر الأداء اللوجستي أو في مؤشر الاتصال العالمي. هذا التحسن يوضح بجلاء أن المملكة تمضي بثبات نحو تحقيق أهدافها التنموية المخطط لها.
ولا يمكن إغفال أهمية التاريخ العريق الذي يجعل المملكة تقف اليوم على إرث حضاري وتجاري كبير، مستفيدة من موقعها الجغرافي الذي جعلها محوراً للممرات الدولية. واليوم، ومع تطور مشاريع كبرى مثل مطار الملك سلمان الدولي وتوسع شبكة السكك الحديدية والموانئ البحرية، باتت المملكة مستعدة لتشكيل مستقبل لوجستي عالمي، يقوم على الابتكار والاستدامة.
إن الإنجازات التي تم تحقيقها، بما في ذلك تقليل مليون رحلة شاحنة على الطرق من خلال شبكة السكك الحديدية، تعكس التزام المملكة بالاستدامة البيئية وخفض انبعاثات الكربون، مما ينسجم مع أهداف الاستدامة العالمية.
وكرئيس للجنة العليا لتنظيم المؤتمر، أؤكد أن هذا الحدث يشكل منصة هامة لاستكمال الحوار حول التحديات التي تواجه القطاع، وتبادل الخبرات التي تسهم في بناء مستقبل مزدهر ومستدام. إننا ندعو جميع المشاركين للعمل معنا خلال هذا المؤتمر لتحقيق التكامل بين القطاعات المختلفة، وابتكار حلول تدعم التحول اللوجستي في المملكة، بما يعزز موقعها كقوة لوجستية عالمية.
إن الطموحات كبيرة، والإنجازات مشجعة، والطريق أمامنا واضح. نأمل أن يثمر هذا المؤتمر عن رؤى جديدة وشراكات مثمرة تسهم في تحقيق تطلعاتنا المشتركة نحو مستقبل أكثر إشراقًا لهذا القطاع الحيوي.
** **
- رئيس اللجنة العليا لتنظيم المؤتمر