سليمان الجعيلان
(عليك الاحتراس عند الحديث عن الهلال)، جملة مختصرة ومعبرة أعلنها واعترف بها لاعب فريق النصر كريستيانو رونالدو في الفيلم الوثائقي عن الدوري السعودي، الذي تمت إذاعته عبر منصة «نتفليكس»، والتي تعبر عن مدى معاناة رونالدو أمام قوة فريق الهلال، وتصف مدى عجز رونالدو أمام قدرة فريق الهلال على تحقيق الارقام وانتزاع الالقاب مهما كان أثر المنافسين وتأثير اللاعبين، حتى وإن كانوا بحجم واسم رونالدو، الذي لم يتذوق طعم الانتصار أمام الهلال منذ حضوره وقدومه للعب في المملكة، حيث تشير لغة الارقام ان رونالدو واجه فريق الهلال في (7) مباريات في جميع المسابقات وانتصر الهلال في (5) مواجهات وتعادل مع النصر بوجود رونالدو أيضاً في مباراتين.
ليس هذا فحسب، بل ان الهلال حقق بوجود رونالدو في المسابقات السعودية (5) بطولات، اثنتان منها كانت أمام ناظري رونالدو نفسه، أما رونالدو فقد عجز عن تحقيق أي بطولة مع فريقه النصر حتى الآن، وطبعاً أتحدث هنا عن البطولات الرسمية، أما المسابقات الودية فهي خارج حسابات الهلال ونجومه وجمهوره الذين احتفلوا بالبطولات وتركوا لغيرهم الاحتفاء بالصفقات!.
ومما يوضح فشل رونالدو في كبح وإخفاء مشاعره وحركاته وتصرفاته تجاه سطوة وسيطرة الهلال هو ما حدث من رونالدو نفسه في مباريات الهلال، بداية من دخوله في نوبة بكاء هستيرية عقب نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين الموسم الماضي، الذي حققه الهلال أمام رونالدو ورفاقه في النصر، ومروراً بخروجه لغرفة الملابس ورفضه استلام ميدالية المركز الثاني بعد نهاية مباراة السوبر السعودي التي قلب الهلال فيها تأخره من أمام النصر بهدف سجله رونالدو لانتصار كاسح قوامه أربعة أهداف، ونهايةً بطرده بالبطاقة الحمراء من أمام الهلال بسبب تهجمه وضربه لنجم الهلال علي البليهي، فضلاً عن تعامله مع شالات وأعلام الهلال بطريقة مسيئة ومعيبة تعكس مدى ما وصل إليه رونالدو من ضغوط واضطراب بسبب عجزه عن إيقاف ومنع انتصارات وبطولات الهلال من أمامه، وهو ما لفت نظر بعض الصحف الأوروبية والمواقع الدولية، حتى أن صحيفة «ماركا» الإسبانية قالت في أحد تقاريرها الإعلامية بصريح العبارة: «لا يوجد فريق في العالم جعل حياة رونالدو مريرة طوال مسيرته أكثر من الهلال»!.
وعلى كل حال، صحيح أن ما فعله الهلال كان قاسياً وموجعاً لمسيرة رونالدو الرياضية ولكن هذا لا يعني أن يقوم رونالدو بهذه الممارسات الخاطئة في مباريات الهلال، وكذلك هذا لا يعفي طاقمه الاستشاري وفريقه الإعلامي من الفشل في قراءة مسيرة فريق الهلال الكروية وأنه -أي الهلال- كان ومازال عصياً على الاستسلام أمام كل التحديات، وأنه قادر على تخطي كل الصعوبات حتى وإن كانت من بعض الحكام وبعض اللجان، كما حصل من قرارات قاسية وتعسفية قبل مشاركة الهلال في بطولة أندية العالم، ولكن في النهاية استطاع الهلال أن يتجاوزها ويتخطاها ويحقق لقب وصافة أندية العالم، والتي لو علمها واستوعبها رونالدو لأدرك منذ البداية أن الهلال لا يعترف إلا بالمنافسة داخل الميدان، وتوثقها لغة الأرقام وليس عبر وسائل الإعلام، كما تحدث وصرح رونالدو الأسبوع الماضي بأن منافسه هو الهلال!.