عبدالمطلوب مبارك البدراني
لن يستوعب ما يحدث على الساحة في الشرق الأوسط إلا أصحاب العقول النيرة من إسقاط واضح لكل المفاهيم الدولية، بل ما يحدث لا يقره عقل ولا دين، وخاصة حرب إسرائيل على غزة ولبنان، بعد هذا الاعتداء الآثم على غزة وقتل أكثر من 45 ألف وإصابة أضعاف هذا العدد ومعظمهم من النساء والأطفال والشيوخ العزل وهدم منازل شعب كامل وتشريدهم بدون مأوى ولا طعام ولا شراب على مرأى ومسمع من العالم قاطبة، وهناك من دول العالم من يتكلم عن حقوق الإنسان.. أي حقوق تتكلمون عنها؟ علينا كمسلمين أن نتذكر حديث الرسول (عليه الصلاة والسلام)، الذي كان إذا أرسل جيشاً إلى حرب يوصي مقاتليه ويقول: «لا تقتلوا طفلاً، ولا امرأة، ولا شيخاً، ولا تحرقوا شجرة». إنه أحد المواثيق التي يجب أن يكون عليها كل البشر وليس المسلمين فقط، ورسول هذه الأمة أُرسل للبشر كافة.
ما أحب أن أتطرق له أن هناك من الدول والأحزاب من يسعون إلى هلاك الحرث والنسل، وهناك من يسعى لإيقاف هذه الحروب الطاحنة وتحكيم العقل والجلوس على طاولة المحادثات لتنفيذ القرارات والمواثيق الدولية التي تحافظ على حياة الناس وممتلكاتهم وأعراضهم.. نعود إلى الطريق السليم الذي تسلكه المملكة العربية السعودية والدول المعتدلة في العالم لحل الدولتين وإعطاء الشعب الفلسطيني حقه كاملًا، وإيقاف الحرب في غزة.
السعودية تمكنت خلال السنوات الماضية من تعزيز علاقاتها مع مختلف القوى العالمية بشكل واضح ومشهود، وذلك نتيجةً لجهود القيادة الحكيمة التي رسمت ونفَّذت مساراً لشراكات استراتيجية للقرن الحادي والعشرين ترتكز على تعزيز المكتسبات المشتركة التي اكتسبتها مع الدول المؤثرة بوعي متجدد باحتياجات عالم اليوم، وتحقيق توازن في ذلك يخدم المصلحة العامة المشتركة للجميع؛ فليس من السهل أن تتمتع أي دولة اليوم بعلاقات استراتيجية مؤثرة مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وتبقى في الوقت نفسه على ثبات في المبدأ والمسار وتحظى جهودُها بمثل هذا الإطراء والتقدير من زعماء العالم. فالرئيس بوتين قال في لقاء إعلامي على هامش قمة «بريكس»، وفي معرض إجابته عن سؤال لرئيس تحرير صحيفة «عرب نيوز» فيصل عباس، عن مشاركة روسيا في مؤتمر سلام حول القضية الأوكرانية في المملكة العربية السعودية: «نحن نعدّ السعودية بلداً صديقاً، ولديَّ علاقة طيبة مع الملك سلمان، وتربطني علاقة شخصية قوية مع ولي العهد، أنا واثق بالسعودية، وإذا عُقد مؤتمر فيها، فالمكان في حد ذاته مريح بالنسبة لنا».
وكذلك الرئيس دونالد ترامب، الذي ينافس اليوم على العودة إلى البيت الأبيض رئيساً، قال في مقابلة خاصة أجرتها مديرة مكتب قناة «العربية» في واشنطن، نادية البلبيسي، إنه سيعمل «مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، من أجل إعادة السلام إلى المنطقة».
وأضاف أنه «يحترم كثيراً الملك سلمان، كما في الوقت نفسه يحترم كثيراً ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان»، مؤكدًا أن «ولي العهد يحظى بكثير من الاحترام في دول العالم، كما أنه يُبلي بلاءً حسناً... وأنه حقاً صاحب رؤية، إذ استطاع تنفيذ كثير من الأمور التي لم يكن ليفكر بها أحد غيره، إنه يفعل شيئاً عظيماً، وهو رجل رائع».
لم تأتِ هذه التصريحات من هؤلاء الزعماء من فراغ بل للمملكة العربية السعودية وقادتها الحكماء مكانة مرموقة وثقل عالمي.. والسعودية اليوم، بقيادة خادم الحرمين الشريفين سلمان العزم والحزم وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان لديها علاقات احترام وود مع أمريكا وروسيا والصين والهند وباكستان وإيران وتركيا واليونان والدول الأوروبية وغيرها، ولديها القدرة على جمع كل هؤلاء الأضداد ببراعة سياسية سعودية فريدة من نوعها وبقدر ما يحتاج العالم اليوم إلى قيادة كالقيادة السعودية، يحتاج بالقدر ذاته إلى الاستفادة من ثمار رؤيتها الرائعة وتفاعلها الإقليمي والدولي، فالقرن الحادي والعشرون تريده قيادة المملكة أن يكون قرناً للإنجاز السعودي، وتستحق الشعوب الأخرى أن تعيش خلاله الطموح في الحاضر والغد وحلاوة الإنجاز الذي يعيشه السعوديون كل يوم. السعودية تستمر في الإنجاز والتألق وتستمر في الرقي والتقدم وتحقق مراكز متقدمة في كل المجالات وهذا غيض من فيض وقليل من كثير من الإنجازات في كل المجالات فإلى الأمام يا وطني.