عبدالعزيز بن سعود التويم
نقلة نوعية تشهدها هيئة الطيران المدني في السعودية وسط منافسة إقليمية ودولية لجذب قطاع عريض من المستثمرين في صناعة الطيران والمسافرين وتحقيق أعلى مستويات الراحة للركاب، وتهيئة وتطوير كافة المطارات سواء القائمة أو الجديدة لتكون مواكبة لتطلعات العملاء من مختلف دول العالم.
تستهدف هيئة الطيران المدني الأخذ بكافة المعايير العالمية في وضع الخطط المستقبلية والإستراتيجيات بقيادة معالي رئيس هيئة الطيران المدني الأستاذ عبدالعزيز الدعيلج ، من أجل النهوض بهذا القطاع المهم والحيوي لاقتصاديات الدول، حيث تستهدف هيئة الطيران بحلول 2030، توفير 279 ألف وظيفة مباشرة بزيادة 300% تقريباً عن الوظائف الحالية البالغ عددها 73 ألف وظيفة، وجذب استثمارات بقيمة 100 مليار دولار، وإنشاء 6 مطارات جديدة لزيادة أعداد المسافرين في المملكة إلى 150 مليونا، وزيادة الربط الجوي إلى 250 محطة مباشرة، والوصول إلى 330 مليون مسافر سنوياً بحلول عام 2030، والوصول بالطاقة الاستيعابية للشحن الجوي من مليون طن إلى 4.5 مليون طن بحلول 2030.
وفيما يخص إنجازات هذا العام الجاري 2024، فقد حققت هيئة الطيران المدني انجازات متقدّمة أبرزها خدمة أكثر من 220 ألف مستفيد من بداية العام وحتى نهاية الربع الثالث، والوصول إلى الربط مع 150 وجهة عالمية، وارتفاع حجم الشحن الجوي ليقارب مليون طن.
لم تتوقف مسيرة هيئة الطيران المدني عند هذا الحدّ، بل حققت قفزات ونقلة نوعية في تحقيق حوالي 87 % من مستهدفات إستراتيجيات رؤية السعودية 2030 الخاصة بقطاع الطيران المدني، لجعل المملكة مركزاً رئيساً للرحلات الدولية، وتقديم فرصٍ جيدة وخدمات راقية تجاه المسافرين وضيوف الرحمن من مختلف دول العالم.
وفي سبيل الارتقاء بكوادرها البشرية من أبناء المملكة، تتعاون هيئة الطيران المدني مع أكاديميات التدريب العالمية من أجل ابتعاث وتطوير الكوادر الوطنية وتعزيز قدراتهم في مجال النقل الجوي، بهدف دعم تنمية القدرات البشرية وتلبية احتياج القطاع المتنامية، عبر توفير أكثر من 600 منحة و10 مسارات دراسية، في تخصصات صيانة الطائرات، وتشغيل المطارات، وغيرها من التخصصات النوعية التي تسهم في الارتقاء بالأداء.
لعل الحديث عن النقلات النوعية التي حققتها هيئة الطيران المدني تحتاج إلى صفحات كثيرة، فالمملكة في المركز السابع ضمن دول العشرين في أمن الطيران بنسبة امتثال 94.4 %، فضلاً عن توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في عمليات التفتيش والمراقبة وتقليل أوقات الانتظار، وتحسين وتسريع عمليات التحقق الآلي والمباشر من صحة وموثوقية بيانات وثائق السفر الإلكترونية في كافة المنافذ بكفاءة وموثوقية.
ستظلّ الطموحات عالية في مجال الطيران بالمملكة، لتحسين جودة العمل، وتعزيز الريادة في مجال إدارة الطيران، وضمان سلامة النقل الجوي، وبما يعكس التزام الهيئة بتطوير حلول مبتكرة لرفع مستوى الأداء تدعم تقدّم وتطوّر المملكة كمركز عالمي في قطاع الطيران.