محمد العشيوي - الجزيرة:
لم تكن أمسية (شعبيات البوليفارد) التي قدمها «موسم الرياض» في منطقة بوليفارد رياض سيتي مجرد ليالٍ شعبية، بل رسمت البهجة في نفوس الزوار وتألقت «ليلة السامري» بإبداع يفوق الوصف، وحولت المنطقة إلى كرنفال فرح وبهجة، خصوصا على مسرح أبو بكر سالم، حيث تهدف الليلة إلى تسليط الضوء على التراث الشعبي السعودي وإحياء الفنون التقليدية.
نجحت «ليلة السامري» في جذب التراث الحضاري بطريقة ممتعة وتفاعلية، بالاحتفال بهذه الأمسية في إبراز الهوية الثقافية السعودية وارتباط الأجيال الجديدة بتراثها، وبمجرد دخول مسرح أبو بكر سالم، غمر الزوار شعور الحنين والتقدير للفن السعودي الأصيل.
مع إيقاعات الطبول وأصوات الأداء الجماعي التي ملأت الأجواء، كان المسرح مكتظًا بالجماهير من مختلف الأعمار، وبرز الزي الوطني السعودي الذي أضاف لمسة أصيلة على الحدث، وتمايل الجمهور على أنغام السامري بالإيقاعات المتناغمة.
الحضور الجماهيري لم يكن فقط مستمعا، بل كانوا جزءًا من الحدث بحماس الحاضرين، والتفاعل مع الإيقاعات النجدية المميزة، بحضور الأطفال والشباب وكبار السن بحنين الماضي الذين وجدوا في هذا الحدث مساحة للاندماج في التراث، حيث أبدوا إعجابهم من خلال التصفيق المستمر والهتافات المشجعة، وتميزت الأمسية بعروض متقنة للسامري، حيث أظهرت الفرق الفنية الحاضرة براعتها في تقديم هذا الفن الشعبي بأدق تفاصيله، استخدمت الفرق الطبول والدفوف التقليدية التي أضافت عمقًا للأداء، مع تكرار جماعي للألحان التي تحكي قصصًا من التراث.
منذ اللحظة الأولى، كان واضحًا أن هذه الليلة ليست كغيرها، أضواء المسرح، والتصاميم المستوحاة من الثقافة النجدية، ومقاعد الحضور التي امتلأت بألوان الزي الرسمي، كل ذلك كان مقدمة لتجربة تفاعلية مثيرة.
الفرقة السامرية تواجدت فوق المسرح وعلى جنبات مسرح أبو بكر سالم الذي تحول إلى لوحة فنية وثقافية كبيرة متوشحه بالزي التراثي النجدي، لتحيي الجمهور الذي تجاوب بحماس من اللحظة الأولى، الجمهور لم يكن مجرد متلقٍ، بل كان جزءًا من العرض الرائع ومحاولات لمجاراة إيقاعات السامري، وأصواتهم التي رددت الأغاني الشعبية، كانت شهادة حية على أن الفن الشعبي لا يزال حيًا في وجدان الجميع، ليكونوا هم أيضًا قطعة من هذا المشهد الإبداعي.
ما يميز «ليلة السامري» هو قدرتها على المزج بين الأصالة والحداثة، وفي خلفية المشهد كانت التقنيات الحديثة تُبرز جمال الأداء، بينما بقيت الروح التراثية بالإضاءة، والصوتيات، والتنظيم الدقيق أضافوا بعدًا بصريًا وسمعيًا يأسر الأنظار، ليكون المسرح في حالة وطنية استعرضت جزءاً من الموروث السعوي في الفنون الشعبية، وهو ما كانت عليه أيضا منطقة الاستديو في بوليفارد سيتي الذي كان ينبض بالفنون عندما تحول لوحة من الفن الشعبي بحضور كبير من الزوار، لتشكل (ليلة السامري) رسالة فنية بعبق الماضي لتكون شاهدة على أن هذه القصة ستروى للأجيال.