تغريد إبراهيم الطاسان
برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - ينظم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة في نسخته الأولى، يومي 24 و25 نوفمبر 2024م، في خطوة تعكس التزام المملكة بدورها الإنساني والطبي الرائد على مستوى العالم.
يعد هذا المؤتمر فرصة استثنائية لتسليط الضوء على موضوع التوائم الملتصقة، الذي يمثل أحد التحديات الطبية والإنسانية النادرة، ويهدف إلى تقديم معلومات قيمة حول هذه الحالات النادرة والتعامل معها، إضافة إلى تعزيز الوعي المجتمعي بدقة هذه الحالات وأبعادها المختلفة.
كما يشهد المؤتمر مشاركة نخبة من الأطباء والمتخصصين والباحثين من مختلف دول العالم، والذين سيقدمون أوراق عمل ومناقشات علمية تسهم في تبادل الخبرات وتعزيز المعرفة الطبية.
يأتي هذا التجمع الدولي استكمالًا لدور المملكة الريادي في المجال الإنساني، ولا سيما أنها تمتلك سجلًا مميزًا في إجراء عمليات فصل التوائم الملتصقة بنجاح على مدار العقود الماضية.
ومن المتوقع أن يقدم المؤتمر برنامجًا علميًا حافلًا، يتناول أحدث التطورات في تقنيات الجراحة المتعلقة بفصل التوائم الملتصقة، إلى جانب استعراض تجارب مميزة من العمليات الناجحة التي أجرتها الفرق الطبية السعودية. وستُعرض كذلك الجوانب الأخلاقية والإنسانية المرتبطة بهذا النوع من الحالات، مما يفتح المجال لحوارات عميقة حول كيفية تحسين جودة حياة الأطفال الذين يعانون من هذه الحالات النادرة، ودعم أسرهم من خلال الرعاية الصحية والنفسية.
ويعد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية نموذجًا عالميًا يحتذى به في تقديم العون الإنساني، ويعكس تنظيمه لهذا المؤتمر التزامه بمواكبة التحديات الطبية المعاصرة وإيجاد الحلول المناسبة لها.
وقد أثبت المركز على مدار سنوات أنه ليس فقط جهة داعمة للمحتاجين، بل أيضًا منصة تجمع أفضل العقول الطبية والإنسانية للتصدي للقضايا النادرة والمعقدة.
كما يجسد المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة التميز السعودي في تقديم الرعاية الطبية المتخصصة، إذ لطالما حققت المملكة إنجازات كبيرة في هذا المجال، بقيادة فرق طبية سعودية، أبرزها الفريق الذي يرأسه الدكتور عبدالله الربيعة. هذا الفريق، الذي نجح في إجراء العديد من عمليات الفصل، يمثل علامة مضيئة في مسيرة المملكة الطبية.
من خلال هذا الحدث الدولي، تؤكد المملكة التزامها ليس فقط بتحقيق التميز العلمي، بل أيضًا بتعزيز القيم الإنسانية التي تعكس روح التضامن والتعاون العالمي.
إن المؤتمر ليس مجرد مناسبة علمية، بل هو رسالة إنسانية تحمل في طياتها الأمل للأطفال الذين يولدون بهذه الحالات النادرة وأسرهم، وتسعى إلى تعزيز الجهود المشتركة بين الدول والمؤسسات للارتقاء بمستوى الرعاية الصحية حول العالم.
ختامًا، يشكل هذا المؤتمر محطة جديدة في مسيرة المملكة نحو الريادة العالمية في المجالين الطبي والإنساني، ويعكس الرؤية السعودية الطموحة التي تضع الإنسان في مقدمة أولوياتها، وتسعى دائمًا إلى تسخير العلم والمعرفة لخدمة الإنسانية.