نوف بنت نايف
في 18 نوفمبر من كل عام، يحتفي العالم بالفن الإسلامي، هذا الفن الذي لا يُعتبر مجرد زخرفة بصرية، بل نافذة مشرّعة على حضارة زاخرة بالإيمان والإبداع. فنٌ يروي حكاية أمة، وينبض بجمالٍ يأسر القلوب من خلال تناغم الخطوط والنقوش التي تسكن تفاصيله، لترسم لوحةً تجمع بين عمق الروح وألق الجمال.
وفي هذا اليوم المميز، تأتي المملكة العربية السعودية لتكون الحاضنة الحقيقية لهذا الإرث العظيم، حيث تمضي في رحلة وفاء للفن الإسلامي، متجاوزة حدود الحفظ إلى إعادة الإحياء بأسلوب يُبهر العالم. فقد أطلقت المملكة مشاريع رائدة، مثل بوابة الدرعية ومتحف الفن الإسلامي في الرياض، لتكون شاهدة على قدرتها في استلهام الماضي وصياغة المستقبل. هذه الجهود ليست مجرد مبادرات، بل هي بيانٌ صادق بأن المملكة تُدرك عظمة هذا الفن، وتُعيد تقديمه كرسالة سلام وإبداع للعالم أجمع.
ومن بين أروع الإنجازات، برز النقش السلماني كتحفة سعودية تجمع بين جلال الماضي وحداثة الحاضر. هذا الفن الذي يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - يعكس هوية سعودية متجددة، ويجسّد رؤية تُعيد صياغة الفنون الإسلامية بلمسات معاصرة. يُزيّن النقش السلماني اليوم مشاريع عملاقة مثل نيوم والقدية، ليُقدّم للعالم تحفة فنية تمزج بين عبق التراث وبريق المستقبل.
إنّ اليوم العالمي للفن الإسلامي ليس مجرد احتفاء بيومٍ في الروزنامة، بل هو اعترافٌ عالمي بجمال هذا الفن العابر للزمان والمكان. هو رسالة تؤكد أن الفن الإسلامي ليس مجرد تراث قديم، بل إرث خالد يفيض بالروحانية، ويُلهِم أجيالًا متعاقبة لتُبدع وتبتكر. وفي هذا السياق، تُمثل جهود المملكة نموذجًا ملهمًا يُبرز دورها في الحفاظ على هذا الإرث العظيم، وإعادة تقديمه بلغةٍ معاصرة تصل للعالم بأسره.
في هذا اليوم، يُشرق الفن الإسلامي من جديد عبر تفاصيل النقوش والزخارف، ويُعيد للعالم حكاية حضارة نبيلة، كانت ولا تزال شاهدة على أن الإيمان يمكن أن يتحوّل إلى جمالٍ يتحدث بلغة الكون. المملكة اليوم لا تحتفي فقط بالفن الإسلامي، بل تُجدد فيه الحياة، لتظل النقوش السلمانية رمزًا للابتكار، ومنارةً تُضيء طريق الإبداع للأجيال القادمة.