بدر الروقي
بعد زمن الفيلسوف يوسف ناصر الثنيان بدأت تتلاشى مهارة أسلوب الحل الفردي أو مايسمى بكرة السهل الممتنع، أوالأنانيِّة الممتعة، فهي (نكهة يوسفيَّة) محضة، وبالرغم من أنها أسلوب لايفضِّله الكثير من المدربين في لاعبيهم إلاَّ أنَّ لهذا الأسلوب الكثير من الإسهامات في إيجاد الحلول أمام الفرق الدفاعية، وفك شفرات التكتلات التكتيكية لبعض الأندية التي تقتل متعة كرة القدم؛ فيكون الحل الفردي هو الفيصل، حتى والقاعدة الأصولية في كرة القدم تؤكد أنها لعبة جماعية تشاركية؛ إلاَّ أن المهارة الفردية تخلق الفرص وتصنع الفارق، وتحدث ما لم يُتوقع، وفي عرف أهل الكرة: «آخر الحلول المهارة الفردية».
وبعيدا عن تشنجات كرة القدم وتقلباتها فالمهارة الفردية موهبة تشد انتباه وعشاق المستديرة في أنحاء كل قارات هذه الرياضة العريقة، لذا فمتْقنوها قلّة قليلة.
ومن المفارقات العجيبة الرهيبة أن أكثر من يبدع ويمتع في مهارة اللعب الفردي، أو كما يحب أن يطلق عليها محللو اللعبة: «أنت وضميرك» هم (صنّاع اللعب) والأمثلة كثيرة وغزيرة يكفي أن نذكر على سبيل المثال لا الحصر نجم الكرة العالمية دييغو ماردونا.
النكهة اليوسفيّة تجلَّتْ حيناً من المتعة وبرهة من الجمال في نجوم مهاريين أعادوا لنا شيئاً من يوسف؛ فأبدعوا وأمتعوا حتى الشبع ابتداءً بعطيف عبده، والفريدي أحمد إلى أن نصل اليوم للنجم الموهوب مصعب الجوير، ولعل المصادفة الجميلة والالتقاطة الرائعة أنَّ هؤلاء تشاركوا جميعاً في ارتداء الرقم 15 وانتهجوا نفس الاستايل والطريقة والأسلوب.
مصعب والتجربة الناجحة
نجاح تجربة إعارة اللاعب الموهوب مصعب الجوير هي نجاح لأطراف عدَّة وليس للاعب فقط، فالهلال مستفيد، وكذلك الشباب بل تمتد الفائدة لتصل المنتخب أيضا. فالشباب تمكن من إعادة اكتشاف هذا النجم ليصبح أحد أهم أوراق المدير الفني بيريرا مما انعكس على نتائج الفريق الشبابي، وأعاد في اللاعب كسب الثقة التي مكنته من الحفاظ على هذا المركز ليصبح أكثر توهجاً وحضوراً في الكثير من جولات الدوري؛ جعل اللاعب بعد ذلك خيارا أول لمدربي المنتخب وحلقة مهمة في وسط الأخضر السعودي.
أخيراً:
تجربة مصعب نتمنى تكرارها مع بعض نجومنا الذين حُكمَ عليهم بالاحتياط والإحباط المؤبَّد، لعلهم يعيدون اكتشاف أنفسهم مرة أخرى.