عبدالكريم بن دهام الدهام
لن أكون محتاجاً إلى أي تعب أو أن أقدِّم أدنى جهد، كي أؤكد إلى أي مدى بلغ النادي الأدبي في منطقة الحدود الشمالية في تميزه في إشارتي لبعض المنجزات التي أحرزها فور أن سجل إحصائيات متقدمة ومستويات عالية على عدة أصعدة.
ولن أكون مبالغاً إنْ قلت إن النادي الأدبي في منطقة الحدود الشمالية، يبذل أعمالاً مبهرة، ويقدم مجهودات عظيمة في حقل الخدمات المقدمة للحركة الثقافية والأدبية بالمنطقة برمّتها، تكاد تصبح فريدة من نوعها، بخلاف الخدمات التي تعم أجواء الأندية الأدبية الأخرى، لا سيما في مسار بناء النشء وتعزيز مواهبه بصفة خاصة، والذي ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
فعند افتتاح مبنى النادي الذي تم بناؤه من المنحة الملكية (10 ملايين ريال لكل نادٍ أدبي) قال سعادة وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان في كلمته: «من المفارقات أن نادي الحدود الشمالية الأدبي آخر الأندية الأدبية تأسيسا وأولها بناءٍ لمقره النموذجي».
لقد تَعدّت أدوار النادي الأدبي في منطقة الحدود الشمالية دائرة الأعمال الثقافية المحصورة في المسار المتآلف عليه، وتعدت تلك الإجراءات المقيدة والمتعودة عنها ثقافياً.
وحتى نكون أكثر اطلاعاً وأوسع معرفة بتلك المنجزات، دعونا نسلط الضوء بشكل سريع في محيط لغة الأرقام، لنتيقن عمق الدور الذي يسعى خلاله النادي للوصول إلى قيم كبيرة وأهداف رفيعة، تنهض بالفرد والمجتمع.
6745 عدد المستفيدين والمستفيدات في 48 مناسبة وفعالية ثقافية بالمنطقة، منها ما هو عام، ومنها ما يختص ويتعلق باللجنة النسائية بالنادي، وحل المركز الثاني على الأندية الأدبية في مجال النشر حيث بلغت 23 إصداراً، وذلك وفق ما جاء في تقرير الحالة الثقافية للمملكة العربية السعودية لعام 2021 الصادر من وزارة الثقافة، وهي أرقام قابلة للزيادة على مدى الأيام المقبلة.
ومن المبادرات المتميزة للنادي مبادرة «وفود» ومبادرة «داعم» ومبادرة «مكتبة هناء المغربي للطفل»، بالإضافة إلى تدريب الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية بهدف إجادة لغة برايل التي تعتبر طريقاً للدخول في عالم المعرفة والثقافة والتعلم، وإصدار كتب لذلك.
وهذا الأسبوع أعلنت جامعة الإمام محمد بن سعود عن جوائزها للبحث والنشر والتأليف وقد حصل الأستاذ الدكتور عمر عبدالعزيز المحمود على جائزة التميز البحثي عن فئة «أفضل كتاب مؤلف» في التخصصات النظرية عن كتابه «إذا اتسق»، وهو من إصدارات النادي الأدبي في الحدود الشمالية.
سأتوقف عند هذا الحدّ، وسأكتفي بما دونت من أرقام وشواهد، فلو تركت حبل تلك الأرقام والشواهد على الغارب فإن القائمة بالتأكيد ستطول، ولن يكون بمقدوري إيجاد المساحة الكافية حتى أسردها جميعاً، لكن يكفينا من القلادة ما أحاط بالعنق.
ويكفي النادي الأدبي فخراً إشادة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، أمير منطقة الحدود الشمالية في إحدى الجلسات المسائية لسموه، بنشاط النادي وإنجازاته، بحضور رئيس النادي الأدبي الثقافي بالمنطقة ماجد بن صلال المطلق، التي تعتبر تاج على رؤوس منسوبي ومنسوبات النادي ووسام على صدورهم.
وفي الختام، أقول: منذ أن استهلت هذه الأندية كفكرة وإلى أن تجسدت بشكل حقيقي ملموس نشاهده على أرض الواقع، والى عصرنا هذا، عهد التطور والازدهار، عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله-، ونحن نلمس الاهتمام والتطور الكبير على مرّ السنين في منطقة الحدود الشمالية، في نواحي ومجالات متنوعة لا يمكن سردها، وما تخصيصي بالذكر هنا النادي الأدبي بمنطقة الحدود الشمالية، إلا لمتابعتي لمنجزاته الميدانية، وأنشطته الثقافية، وبرامجه الأدبية، وفعالياته الموسمية المتعلقة بنشر الانتماء الوطني، ولحصوله على مراكز متقدمة في التصنيفات الثقافية والأعمال في مجال النشر، منها فوزه بالمركز الثاني على مستوى الأندية الأدبية في مجال النشر بالمملكة.