م. بدر بن ناصر الحمدان
من أهم المبادئ التي تعلمتها من التجربة العملية طوال سنوات مضت واكتسبتها من أولئك الذين عملت معهم وتأثرت بسلوكياتهم المهنية، هو أن تكون قادراً على (التحكم في جذب الانتباه)، ومحاولة أن تكون (ظاهراً وغير مرئي)، من خلال ممارسة التوازن والنضج في التعامل مع ما يسمى (بؤرة الاهتمام).
يقال «قد تنظر إلى ما أنظر إليه، ولكنك لا ترى ما أرى»، لذا يجب أن تكون فطناً كيف تقدم نفسك وفي أي إطار ستضعها، فأنت لا تعلم كيف ينظر الآخرون الى سلوكك وتصرفاتك حتى وإن كنت تعتقد أنها صحيحة، يجب أن تدرك بأنك محل تقييم دائم في علاقتك مع محيطك، وبناء عليه كن أكثر ذكاء ووعياً في تقدير المسافة بين تقدير ذاتك وابتذالها.
قاعدة (نصف الظل) سوف تساعدك في تعزيز قدرتك على (التموضع) و(المكانة) وترك انطباع متوازناً عن شخصيتك بشكل تلقائي - غير مصطنع - بحيث تحافظ على مستوى متزن من التعايش مع محيطك، وبقائك في المنطقة الآمنة مع من حولك، فأنت لست أفضل الجميع ولا أكثرهم معرفة، اجعلهم يكتشفون من أنت وماهي قدراتك من خلال ما تقوم به لا ما تتحدث عنه.
أولى خطوات التحكم في جذب انتباه الآخرين أن ترتقي بتفكيرك، وتمنح قيمة لنفسك وذاتك بالتخلي عن ابتذالها، وتتوقف عن تسويقها باستخدام أساليب تقليدية مباشرة وسطحية يلتقط الآخرون مغزاها من المشهد الأول، أنا هنا أتحدث عن ضبط سلوكك المهني في الاجتماعات والبريد الإلكتروني وحتى مجموعات الواتس اب ومواقع التواصل الاجتماعي.
حاول أن تتوقف عن تبني دور الواعظ والمقيّم والناقد، والتركيز بشكل جاد على تطوير أدائك وفريقك أولاً، وأن تنجز ما تضطلع به من مهام ومسؤوليات دون الإعلان عنها، قرِّر أن يكون هدفك تقديم (منتج حقيقي) يمثل إضافة وقيمة للمنظمة التي تعمل بها، هذا ما سيمنحك استحقاق التواجد في دائرة جذب الانتباه بجدارة وأهلية كاملة.