الهادي التليلي
الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 التي باحت بأسرارها والتي في الحقيقة كانت السر الذي لم يكن ليخفى على أحد من المتوقعين بالرغم من النكهة الهتشكوكية التي حاول صناع العرس الانتخابي جعلها بشكل هوليودي كمذاق متوارث لهذا الاستحقاق، الانتخابات الأمريكية التي فاز فيها ترامب بأكثر من 4 ملايين صوت.. النتائج التي كان الفاعل الأبرز فيها هو الجواد الديمقراطي، نعم فأخطاء الديمقراطيين وفضائح بايدن التي تشكلت عنه صورة الروبوت المسير عن بعد حوّلت كاريزما القيادة الأمريكية إلى صورة كاريكاتورية مضحكة وهذا غير مقبول بالنسبة لشعب يرى دولته أقوى دولة في العالم.
ولعل الأهم في مساهمة الديمقراطيين في نجاح ترامب هو التعاطي الهستيري مع ملف الشرق الأوسط، برميل النار الذي كلما تسرعت فيه حكومة أمريكية احترقت أصابعها، فأمريكا التي تقدم نفسها دائما على أنها الراعي الرسمي للسلام والقيم الإيجابية تحوّلت بفعل تهور الديمقراطيين إلى عكس ذلك في عيون الأجيال الجديدة من شعبها ومختلف شعوب العالم الممثلين بجاليات تعيش في أمريكا ولها أصوات انتخابية مؤثرة..
بعد سياسة الحرب المحروقة التي سلكها الديمقراطيون في المنطقة وبعد بروز الطموحات الطوباوية في المنطقة لإسرائيل نتيجة الدعم المتوحش للديمقراطيين في المنطقة اقتنع الديمقراطيون قبل غيرهم بهزيمتهم في معركة انتخابية لم تبدأ بعد، بل دخل مختبرهم الانتخابي في الإعداد لحرب المحافظة على مجلس النواب وإن كان هو أيضا في عداد المستحيل مع التظاهر أمام الرأي العام بإيمانهم بحظهم في الفوز بالانتخابات الرئاسية، لأن ما يسمى بالقرار السيادي العميق قد يكون أعلمهم بذلك حتى قبل سياسية الحرب المحروقة في المنطقة وحتى تقديم هاريس كمرشحة انتخابية للديمقراطيين لم يكن مجانيا في حرب خاسرة قبل أن تبدأ، حيث إنها امرأة والأمريكان في حياتهم لم ينتخبوا امرأة وهي سوداء اللون والأمريكان انتخبوا في تاريخهم مرة واحدة وكانت مع أوباما وندموا عليها لما خلفه انتخابهم له من ويلات ما زالت البشرية تعاني منها إلى الآن وبذلك فقد بيضوا هزيمتهم وأخطاءهم قبل بداية الاستحقاق الانتخابي ليصبح السبب الرئيس هو عدم ارتقاء المجتمع الرجولي لأحفاد الكوبوي لمرحلة قبول المرأة كرئيسة وقبول السود مرة أخرى لرئاستهم وتلك حكمة المختبر الديمقراطي أنه لا يصنع حلولا وإنما يبتكر مسارات للهرب، إنه بايدن رئيس حملة ترامب.