د.عبدالعزيز بن سعود العمر
في عام 1984م أيقظ تقرير قومي مفزع الأمريكان من سباتهم التعليمي، ليصحوا على تعليم قالت عنه قيادتهم التعليمية والفكرية ما يلي: يبدو أننا عندما أقررنا هذا النوع من التعليم لم نكن حينها في كامل وعينا، وقالو أيضاً: لن يجد عدونا أفضل من هذا التعليم المنحط لكي يسقط إمبراطوريتنا. لقد بلغ حرصهم على تعليمهم أنهم أصبحوا لا يسمحون بتمرير أي خطأ تعليمي، بل ويرون أن الخطأ في التعليم أشد ضرراً من الخطأ في غيره.
لكن دعونا نطرح السؤال الكبير التالي: ما الذي يمكن أن يحدث عندما يتخلف أو يتراجع التعليم؟ دعونا نطرح هذا السؤال بصيغة أخرى: ما الحلول التي يمكن أن يقدمها التعليم لأي دولة عانت من تدني وتهاوي تعليمها. إليك أمثلة على ذلك. عندما لا يمارس الناس الحوار المنطقي العقلاني، فالتعليم هو الحل، وعندما لا تملك المهارات التي يتطلبها سوق العمل، فالتعليم هو الحل، وعندما لا تملك استراتيجيات حل مشكلاتك، فالتعليم هو الحل، وعندما يتدنى التعامل الأخلاقي الإنساني الرفيع بين الناس، فالتعليم هو الحل، وعندما يضعف الانتماء للوطن، فالتعليم هو الحل, وعندما يتدنى دخلك فالتعليم هو الحل، وعندما تريد العناية بصحتك، فالتعليم هو الحل، وعندما تريد التخلص من العنصرية والقبلية، فالتعليم هو الحل، وعندما نريد خفض الجريمة، فالتعليم هو الحل.. كل الحلول تجدها دائماً عند التعليم.
أخيراً، يجب أن نقول إن التعليم الأمريكي ليس هو أفضل تعليم اليوم، وهذا ما كشفته إنجازات طلابهم في مسابقة دولية. لكن أمريكا عوضت ذلك باستقدامها أفضل النخب العلمية والفكرية في العالم، ومنحتهم الدعم والفرص ليسهموا في تقدم وازدهار المجتمع الأمريكي.