سلمان العطاوي
تستعد الرياض لتكون في قلب التحولات الكبيرة التي يشهدها قطاع المعارض والمؤتمرات على مستوى العالم، بعد تتويجها باستضافة العالم لإكسبو 2030. وهو حدث دولي سيضعها في قلب المشهد العالمي. هذه التحولات التي بدأت بالفعل وتستمر في تسارع وتيرتها تهدف إلى جعل الرياض واحدة من أبرز وجهات المعارض والمؤتمرات العالمية. من خلال مشاريع طموحة في البنية التحتية، تعزيز التكنولوجيا، وإدخال مفاهيم الاستدامة، تضع الرياض نفسها على خارطة الأحداث العالمية الكبرى، لتكون المكان المثالي لاستضافة إكسبو 2030، وتوسيع آفاق الاقتصاد المعرفي والتجاري للمملكة وتعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للأعمال والابتكار، لذا (نرحب بالعالم للمساهمة في تغيير مسار مستقبل الكوكب).
إحدى أبرز مظاهر الاستعدادات لإكسبو 2030 هي التحولات التي يشهدها قطاع المعارض والمؤتمرات في الرياض. في الآوانة الأخيرة بدأت الحكومة والقطاع الخاص في تنفيذ مشاريع ضخمة لتطوير بنية تحتية متكاملة لاستقبال كبرى المعارض والمؤتمرات الدولية، من أبرز هذه المشاريع هو إنشاء مركز الرياض إكسبو على مساحة مسيجة تقدّر 38.3 مليون متر مربع ليصبح أكبر مراكز المعارض في المنطقة، والذي سيصبح المحور الرئيسي لاستضافة الفعاليات العالمية. وسيخصص نحو 432 ألف متر مربع للأجنحة الدولية، وسيصل إجمالي المساحات المخصصة للمرافق والخدمات إلى 62.2 مليون مربع، وسيتم تجهيز المركز بأحدث التقنيات والأنظمة الذكية لتوفير تجربة مبتكرة للمشاركين والزوار، بالإضافة إلى ذلك، تشهد الرياض تطوير مرافق عالمية المستوى لاحتضان المعارض المتنوعة، بما في ذلك المؤتمرات الدولية، الفعاليات التجارية، الفعاليات الفنية، والفعاليات الثقافية. هذه المنشآت الجديدة ليست مجرد مساحات عرض بل هي بيئات ذكية تتكامل فيها جميع الخدمات لتسهيل حركة الزوار وتنظيم الفعاليات، من أنظمة التذاكر الرقمية إلى الأدوات التفاعلية التي تعزز من تجربة الحضور. في إطار التحضيرات لاستقبال إكسبو 2030، يتم دمج التكنولوجيا الحديثة بشكل أساسي في تنظيم المعارض والمؤتمرات في الرياض. أصبحت المنصات الرقمية والتقنيات مثل الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR) أدوات أساسية لتحسين تجربة الزوار وتوسيع آفاق التفاعل مع المعارض. يمكن للمشاركين في الفعاليات أن يتفاعلوا مع المحتوى الرقمي التفاعلي، ما يعزز القيمة التعليمية والتجارية للفعاليات، كما أن تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) أصبحت جزءًا لا يتجزأ من عملية التنظيم والتنسيق، حيث تساهم في تقديم التوصيات للزوار، وتحليل بيانات الحضور بشكل فوري لتحسين الأداء وإدارة الفعاليات. هذه التقنيات لا تعزز فقط تجربة الحضور داخل المعارض بل تسهم أيضًا في زيادة العوائد الاقتصادية للمعارض من خلال تطوير أساليب تسويق مبتكرة وزيادة التفاعل الرقمي، ما يتيح للشركات والمشاركين عرض منتجاتهم وخدماتهم بطريقة جديدة، متجاوزة للحدود الجغرافية. مع اقتراب إكسبو 2030، أصبح الاهتمام بالاستدامة أحد العناصر الرئيسية في تصميم وتنظيم الفعاليات في الرياض. في هذا السياق يركز قطاع المعارض والمؤتمرات على تحقيق أهداف الاستدامة البيئية، وهو ما يتماشى مع رؤية الممكة 2030 للتحول إلى اقتصاد منخفض الكربون. إحدى أبرز المبادرات في هذا المجال هو تطوير مراكز المعارض المستدامة، التي تعتمد على استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وتقنيات البناء الصديقة للبيئة، وتحسين إدارة النفايات. كما تشهد المعارض التجارية والفعاليات الدولية التي تُنظم في الرياض في الفترة الحالية اعتماد ممارسات بيئية مبتكرة مثل تقليل استخدام المواد البلاستيكية، وتعزيز استخدام المواد القابلة لإعادة التدوير، وتطبيق حلول فعالة في النقل لضمان تقليل البصمة الكربونية. هذه الخطوات تعكس التزام الرياض بتحقيق أهداف الاستدامة التي تتماشى مع متطلبات إكسبو 2030. من خلال استضافة العديد من المعارض العالمية في الأعوام التي تسبق إكسبو 2030، تعمل الرياض على تعزيز مكانتها كوجهة عالمية للمعارض والمؤتمرات. من خلال الشراكات الاستراتيجية مع المنظمات الدولية والهيئات الاقتصادية الكبرى التي تساهم في استقطاب الفعاليات العالمية لتشكل نقطة انطلاق لتحضير الرياض لاستقبال إكسبو 2030. علاوة على ذلك، تسهم هذه الفعاليات في فتح آفاق جديدة للقطاع الخاص في المملكة، وتدعيم العلاقات التجارية بين الشركات المحلية والدولية. المؤتمرات العالمية الكبرى التي يتم تنظيمها حاليًا في الرياض تتنوع بين المؤتمرات الاقتصادية، المؤتمرات التكنولوجية، المعارض التجارية، والمؤتمرات العلمية، ما يساهم في خلق بيئة حاضنة للابتكار، وتبادل المعرفة، والتوسع التجاري.
مع اقتراب إكسبو 2030، يُتوقع أن تشهد الرياض مزيدًا من الفعاليات التي تجمع بين أفضل العقول في مختلف المجالات. تستثمر الرياض بشكل مستمر في التسويق الدولي للفعاليات والمعارض التي تستضيفها، بهدف جذب المشاركين والزوار من جميع أنحاء العالم. مع استعداد الرياض لإكسبو 2030، يتم تسليط الضوء على مميزات المدينة كوجهة حيوية ومتطورة، مع تسهيل سبل الوصول إليها من خلال وسائل النقل الحديثة التي تشمل المترو، القطارات، والمطارات الدولية. بالإضافة إلى ذلك، يتم تقديم حوافز مغرية للعارضين والمشاركين الدوليين، بما في ذلك حوافز الاستثمار، التسهيلات اللوجستية، والدعم الحكومي، مما يجعل الرياض بيئة ملائمة للابتكار والأعمال.
بينما تستعد الرياض لاستقبال إكسبو 2030، تواصل المدينة تطوير قطاع المعارض والمؤتمرات ليكون في طليعة المدن العالمية المستعدة لاستضافة الفعاليات الكبرى. من خلال تحسين البنية التحتية، دمج التكنولوجيا الحديثة، وتعزيز استراتيجيات الاستدامة، لتصبح الرياض نموذجًا مبتكرًا في تنظيم المعارض والمؤتمرات، مما يجعلها وجهة مثالية لاستضافة إكسبو 2030 وما بعده.