محمد الخيبري
تعتبر إصابات اللاعبين في أرضية ملاعب كرة القدم من أوجه كرة القدم القبيحة وعلى الرغم من أنها تكون تحت مظلة القضاء والقدر وقد تكون أحد ضرائب العقود المليونية للاعبين ولكنها وبشكل عام أمر لا تقبله النفس البشرية السوية ولا تحبذه على اللاعبين وحتى لاعبي الفرق المنافسة.
أنا أتحدث هنا عن الإصابات العنيفة والتي تأتي بعد إصرار اللاعب المتسبب للإصابة على إعاقة اللاعب المصاب بشكل متعمد والتي تجعل من اللاعب يتألم ويتلّوى من الألم ويمكث فترة في المستشفيات وينقطع عن مزاولة لعب كرة القدم لفترة زمنية معينة حسب قوة الإصابة واستجابته للتشافي.
حوادث إصابات الملاعب العنيفة موجودة وبشكل مستمر وتتراوح الإصابات على حسب القوة الجسمانية للاعب المصاب واللاعب أو اللاعبين المتسببين بالإصابة أيضاً التدخل الطبي ومستوى تقديم الخدمة الطبية يساعد كثيراً في سرعة الاستشفاء وبطئه.
مؤخراً أصيب قائد منتخبنا الوطني وقائد فريق الهلال الأول النجم الأسطوري سالم الدوسري إصابة مؤثّرة وقوية سيغيب على أثرها فترة ليست بالقصيرة بعد احتكاكه مع نجم فريق الاتفاق مشعل الصبياني.
إصابة نجم منتخبنا الوطني وقائده أخذت أبعاداً إعلامية وجماهيرية على الرغم من شرحها من المختصين ومحللي التحكيم وتأكيد استحقاق الصبياني للعقوبة المشددة وطرده بالبطاقة الحمراء إلا أن هذا الأمر لم يحدث من حكم اللقاء.
ما أثير إعلامياً حول تلك الحالة بعد دراستها من المختصين وشرح الوضع التشريحي لها ونتج عن ذلك هو إصرار المدافع الاتفاقي على الإعاقة عطفاً على تواجد الحالة بمنطقة الهلال وبعيدة عن مناطق الخطورة الاتفاقية.
وهذه الحالة تقودني للحديث عن حالات إصابة لاعبين لعبوا أمام الهلال وكانت إصاباتهم مؤثِّرة جداً. ولكن سقط فيها بند الإصرار على المخالفة وبما يُعرف تعمد الإصابة.
سقط الأسطورة ماجد عبدالله متأثراً بعد ارتطام الكرة المسددة بوجهه من قدم عبدالله الشريدة، رحمه الله، وذلك لمحاولة تخليصه للكرة من هجمة مرتدة على مرمى الهلال وخرج ماجد عبدالله بسيارة الإسعاف بعد تلك الحادثة العفوية.
سقط نجم الاتفاق إبراهيم المغنم بعد احتكاكه مع مدافع الهلال تفاريس بعد ارتقائهم لكرة طويلة أتت من ضربة ركنية وبكل تأكيد هذه الإصابة عرضية لا يوجد بها إصرار على المخالفة.
سقط لاعب من فريق هجر لا يحضرني اسمه بدون الاحتكاك مع أي لاعب وذلك لوجود قطع كامل بالرباط الصليبي بعد ما ركض بسرعة عالية للحاق بالكرة ولكن قضاء الله وقدره سبقه ليسقط متأثراً بتلك الإصابة البالغة علماً بأنه تاريخياً لم تسجل أي حالة إصابة من لاعبي الهلال على لاعبي الخصم فيها إصرار على ارتكاب المخالفة ويكون فيها إصابة بالغة تكلّف اللاعب المصاب الخروج مباشرة بسيارة الإسعاف والمكوث بالمستشفى والانقطاع عن مزاولة اللعبة فترة من الزمن طويلة كانت أم قصيرة.
وعلى النقيض من ذلك فإن هناك إصابات بالغة وخطيرة لحقت بنجوم الهلال عبر التاريخ يكون الوضع التشريحي لها إصراراً على الإعاقة وبعضها يكون بشكل وحشي لا يناسب أصحاب القلوب الضعيفة.
إعاقة مدافع النصر هادي شريفي للأسطورة الجماهيرية يوسف الثنيان والتي تسببت بخلع كتفه وكانت الإصابة بعد إصرار المدافع على الإعاقة وخرج النجم الجماهيري محمولاً لسيارة الإسعاف.
إصابة لاعب الاتحاد عبدالمجيد الطارقي لوجه أسطورة الحراسة محمد الدعيع وكانت الإصابة مباشرة لعين الدعيع بعد لكمة وجهها الطارقي بعد الارتقاء لكرة عرضية وبعد الإصابة بلحظات نزع الطارقي خاتماً معدنياً من أصبعه وكانت تلك الحركة مصورة من كاميرا الناقل بشكل واضح.
محترف النصر أوهين كيندي يوجه لكمة مباشرة على وجه مدافع الهلال عبدالله الشريدة -رحمه الله- محاولاً إبعاده بعد منافسة على الكرة ويخرج مباشرة لسيارة الإسعاف ليرقد بالمستشفى فترة من الزمن.
نجم النصر ريان بلال يصر على إعاقة لاعب الهلال أحمد الفريدي ويتسبب له بكسر مضاعف في قدمه ليخرج محمولاً لسيارة الإسعاف وبشكل مشابهة يتداخل أسطورة الاتحاد محمد نور مع النجم الخلوق نواف التمياط بمنتهى الوحشية لينهي مسيرته الكروية.
وفي حادثة مستغربة من الأسطورة ماجد عبدالله يرفس لاعب الهلال منصور الأحمد بباطن القدم على الوجه بشكل متعمد وفظ وللأسف كلتا الحالتين على الرغم من أنهما حدثتا أثناء المباراة لم يكن لهما إجراء قانوني أو انضباطي.
وآخر الإصابات التي تحضرني والتي كان فيها إصرار على ارتكاب المخالفة إصابة محترف النصر بتروس للنجم الكبير سلمان الفرج ليخرج محمولاً لسيارة الإسعاف وإصابة نجم الاتحاد فهد المولد لأسطورة الأخلاق محمد الشلهوب في لقطة مؤلمة خرج على أثرها للمستشفى.
قشعريرة
بعض الأحداث تكون عالقة في ذهن الجمهور ومن أهمها الإصابات التي تنتج عن إصرار على ارتكاب المخالفة ولا يُلام الجمهور إن أخذ تلك الأحداث بحساسية مفرطة خصوصاً إن لم يكن هناك إجراء قانوني على مرتكب المخالفة ولأن تكرار الإصابات الوحشية يكسر قاعدة الحالات العرضية لتتحول بعد الإصرار على ارتكابها وتكرارها للتعمد البواح.
يحضر في ذهن الجماهير الهلالية خروج نجمها الكبير الأسطورة الآسيوية سامي الجابر أكثر من مرة محمولاً على النقالة في مباراة واحدة نتيجة للمخاشنات القوية من لاعبي الفريق المنافس بعد إصرارهم على الإعاقة دون حراك من التحكيم في أغلب الحالات.