ياسمين المالكي
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} (54) سورة الروم
القوة ميزة جميلة يحبها ويتمناها كل شخص وهي في نفس الوقت شيء غامض ينقص في أوقات ويزيد في أُخرى بحسب الوضع والمشاعر، أحياناً المشاعر تُكسبنا الضعف والغلبة، وفي أحيانٍ أُخرى تمدُك بالقوة، لذلك احياناً تكون مشاعرك قد تغلُبك في موقفٍ من المواقف وقد تضعفك أو تقويك.
مثلاً حمل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) باب خيبر بيده وجعله مكان درعه وهو بابٌ يعجز عن حمله جماعةٌ من الرجال فهذه قوة وقد زادت وخرجت في هذا الموضع لأنه موقف حرب والخطأ فيه يعرض للإصابة أو الموت، وفي موقف آخر لعلي رضي الله عنه نرى فيه عدم امتداد جسده بالقوة بسبب حزنه وألمه على زوجته وصاحبة دربه فاطمة رضي الله عنها وقد كان يحبها حباَ عظيماَ، حتى أنه ذات مرة رآها تنظف فمها بالمسواك -تستاك- فقال:
قد فُزت يا عود الأراك بثِغرها
أما خُفت يا عود الأراك أراكَ
لوكان أهلاَ للقتال قتلتهُ
ما فاز مني يا سِواكْ سواكَ
فإنها عندما ماتت لم يستطع أن يحملها من شدة حزنه فقال أعينوني على حملها، يحدث الحزن الشديد لعدة صدمات ومواقف واجهها الإنسان من خلال تجاربه في رحلة الحياة، قد تكون الصدمة وفاة شخص عزيز وهي من أصعب الصدمات على جميع الناس لذلك في بعض الأحيان يجب على الإنسان التحكم في مشاعره مهما كان الموقف الذي هو فيه، وفي أحيانٍ أخرى قد تغلب الشخص تلك المشاعر بقوة.
في كلتا الحالتين تستمر الحياة ونُحن في اختبار مستمر، لذلك نصيحتي لكم أعزائي القُراء أن لا تُحملوا أرواحكم أكثر من طاقتها، تغلبوا على الحزنِ والضعف بالعبادة، فالله معنا دائماً وبِجوارنا، استسهلوا الأمور وعيشوا حياتكم بطمأنينة وقوة.