عبدالمطلوب مبارك البدراني
يحتفل العالم باليوم العالمي للقهوة في الأول من أكتوبر من كل عام، وبدون شك أنها مناسبة دولية تجمع عشاق القهوة من مختلف الثقافات للاحتفاء بهذا المشروب الذي له تاريخ طويل في المجتمعات المختلفة. ولنتحدث في هذا المقال عن القهوة في المملكة العربية السعودية، التي تُعد من أحد أبرز رموز التراث والثقافة لدينا، حيث تلعب دورًا مهمًا في الضيافة التقليدية وتُعتبر رمزًا للكرم وحسن الاستقبال. أضف إلى ذلك أنها جزء لا يتجزأ من الثقافة للمملكة العربية السعودية، وتختلف عن الدول الأخرى في طريقة تحضيرها حيث تتميز بتحضيرها من أجود أنواع البن المعروفة، وعلى رأسها البن الخولاني المزروع في مناطق جنوب المملكة، مثل جازان والباحة وغيرها وإضافة مكونات مثل الهيل والزعفران أو القرنفل لإضفاء نكهة مميزة.
يتم تقديم القهوة السعودية في الدلة التقليدية وتُصب في فناجين صغيرة دون إضافة سكر، وهي تقدم بشكل رئيسي مع التمر.
وتعكس هذه الطقوس التي ترافق تحضير وتقديم القهوة السعودية قيم الضيافة والكرم التي يعتز بها السعوديون جميعاً ووزارة الثقافة السعودية أدركت أهمية القهوة في التراث الثقافي السعودي، وحرصت على أن تلعب دورًا رئيسيًا في الاحتفاء بها. فقد أعلنت الوزارة عام 2022 عامًا للقهوة السعودية، وهو جزء من مبادراتها لتعزيز التراث المحلي والترويج له على الصعيدين المحلي والدولي. وقد تغنى الشعراء قديمًا وحديثًا بالقهوة العربية..
يقول المرقش الصغير شاعر (جاهلي).
وما قَهْوَةٌ صَهْباءُ كالمِسْكِ ريحُها
تُعَلَّى على النَّاجُودِ طَوْراً وتُقْدَحُ
ثَوَتْ في سِباءِ الدَّنِّ عِشْرِينَ حِجَّةً
يُطانُ عليها قَرْمَدٌ وتَرَوَّحُ
ومما قيل بالقهوة من الشعر الشعبي قول الشيخ الشاعر راكان بن حثلين:
ياما حلى الفنجال مع سيحة البال
..في مجلس ما فيه نفس ثقيله
هذا ولد عم وهذا ولد خال
..وهذا رفيق ما لقينا مثيله..
ويقول الأمير الشاعر محمد الأحمد السديري:
يا عمير شب النار والسمر صفه
.. يوم النعايم بارزات تكاشف
واحمس من البن اليماني وصفه
.. هذا هواي وكل نفسٍ لها شف
والبن زد به هيل والهيل وفه
.. وخلك حذر بالعين يا عمير والكف..
وقهوتنا السعودية لها مكانة خاصة في مجتمعنا السعودي، فهي من العادات والتقاليد المتوارثة أبًا عن جد وعنصر مهم في الضيافة، ولا تخلو أي مناسبة منها فهي من التراث ومرتبطة بطبيعة المجتمع السعودي (فنجال وعلوم رجال)..