د. منى بنت علي الحمود
إنها الساعة تماماً في موقع إحداثياته أوضح من خطوط الفجر على صفحة الليل البهيم، وفي يوم هو بالتأكيد هو ولا غيره.. ستصلني بدون عناء مني أخبار العالم وأخبار الحوادث والوفيات، ولن تجد هذه الأخبار الساذجة أدنى اهتماماً في نفسي.
سأدخل غرفة من أحببتها على مرأى من الجميع لأعانقها وأرسم قبلاتي الحارة على صفحات نقائها.. الطفلة التي كانت مشروعي ومحط اهتمامي سأسعى جاهداً لاستثمار كل ما بوسعي لأوفر لها الأمان والمحبة والسعادة الخالدة.. سأقتني لها سريراً وثيراً وتسريحة تتأنق عليها، وتنظم فوقها حليها ومشط شعرها وعطرها البريء المخامر للياسمين.. سوف أمر بجوار الكثير دون أن ألقي عليهم التحية أو حتى أردها عليهم.. سأمسح على شعر بعضهم وأهدهد على كتف الآخرين.. سأضحك ملء الطريق دون أن يسألني أحد أو يقاسمني حق ضحكتي.. سأتفقد أوانيي المزخرفة وسأعدها باهتمام.. سأنسج من سجاد منزلي دفئاً يعانق ضياء سويعات الأصيل.. سأحمل معي الأغاني دون ذكريات.. ستسكن نشوة عطري في آخر لمسة بين يديها.. سأعيد برمجة هاتفي وتخزين الكثير من الأرقام التي حذفتها لسبب أو لآخر.. سأتجول في دولاب ملابسي وسأختار لي كل يوم ملابس أنيقة تليق بكل مناسبة، سأضعها على سريري بقرب حذائي وعقدي ولن يلمسها أحد.. سيرن منبه هاتفي في تلك الساعة وذلك المكان تحديداً ولكن ذلك الموعد لم يعد لي!!.