نجلاء العتيبي
سيدة سعودية اسمها أمجاد تحدثت لي باعتزاز وثقة، فتوهَّجت كلماتها حتى لمست النجوم والقلوب، ومسمع من أراد أن ينصف الحقيقة…
«أفتخر ببلدي، وبما تُقدِّمه من دعمٍ ومساندةٍ لأشقائها؛ إن مواقف المملكة تُظهر عظمة شعبها وقيادتها.
في كل أزمة نرى كيف تخرج المملكة بيد العون، وكأنها تُسجِّل التاريخ في كل لحظةٍ، نحن نحمل في قلوبنا الحبَّ والانتماءَ، ونشعر أننا جزء من كيان وطني عظيم.
نعيش القيم الإنسانية التي تُميِّزنا».
ومنذ بزوغ فجر المملكة العربية السعودية وقيامها، تتجلَّى مواقفها الثابتة والواضحة تجاه أشقائها من الدول العربية والإسلامية، هذا الإرث العريق لم يكن مجرد كلماتٍ تُقالُ، بل أفعالٌ تنبع من عقيدة تاريخية، وثقافة متجذرة في عمق البلاد، حيث تقف المملكة بعزمٍ وكرامةٍ، لتكون سندًا وعونًا لمن يحتاج في أصعب الظروف. في كل أزمة تشتعل بالمنطقة تُثبت المملكة للعالم ولأشقائها أن المبادئ لا تُساوَم، وأن القيم ليست مجرد عباراتٍ تُردَّد بل مسؤولية تُحمَل على الأكتاف، وتُمارس على أرض الواقع، كرمُ المملكة ودعمُها لم يكن محصورًا ضمن حدود جغرافيَّتها؛ بل كان كرمًا شاملًا عابرًا للحدود، حيث قدَّمت يد العون والدعم لأشقائها بروح إنسانية، وتكافل نادر، هذه المبادئ تجلَّت في موقفها من الأزمات الإنسانية، سواء بدعم الشعوب في أوقات النزاعات أو بمساندة الدول المتضررة إثر الكوارث الطبيعية؛ لتُؤكِّد بذلك أن الرسالة التي تحملها أكبر من مجرد سياسة أو دبلوماسية. لم يكن للمملكة أن تبرُزَ كلاعب رئيس في الساحة الدولية لولا إرادتها القوية، وقرارها المستقل.
المملكة لم تكن تسعى لتحقيق مكاسب أو مصالح ضيقة، بل كانت دائمًا تتطلَّع لمصلحة المنطقة واستقرارها.
دورها الوسطي والمتزن لم يكن سهلًا؛ بل تطلَّب منها الوقوف بحزمٍ في وجه التحديات، وهي تدرك تمامًا أن سعيها لحل النزاعات، ودعم جيرانها هو جزء من مسؤوليتها تجاه العالَمَينِ العربي والإسلامي، لقد آثرت المملكة منذ نشأتها السعيَ إلى تحقيق السلم، ونبذ الفُرقة، واستطاعت بذلك كسب احترام العالم ومحبَّته. إن دور السعودية الفاعل يتجلَّى أيضًا من خلال سياساتها الحكيمة المتبعة على الساحة الدولية، فقد كانت دائمًا تسعى نحو التقارب والحوار، وبذلك رسمت نموذجًا قياديًّا فريدًا، يُشيد به المنصفون، ويستند إليه الأشقاء، وحينما تتعمَّق في تاريخ المملكة تدرك أن حكمة القيادة السعودية لا تنفصلُ عن إرث الأجداد، حيث تسير القيادة الرشيدة على نهجٍ راقٍ يُوائم بين الثوابت الوطنية، والمرونة اللازمة للتكيُّف مع المتغيرات الدولية، هذا المزج بين الأصالة والمعاصرة هو الذي يُعزِّز من مكانتها، ويجعلها قُدوةً على مستوى العالم الإسلامي. عندما ينظر المرء إلى تاريخ المملكة يجد سلسلة من المبادرات الإنسانية والسياسية التي أسهمت في ترسيخ استقرار المنطقة وكانت نبراسًا للأمل والتفاؤل لشعوب تعاني من ويلات الصراعات والظروف الصعبة المملكة لا تدعم أشقاءها وحسب بل تقف بجانبهم يدًا بيد لتجاوز المحن مُدركة أن هذه الوحدة هي الضمان الحقيقي للمستقبل.
في كل خطوة تتخذها تُمثِّل المملكة العربية السعودية النموذج الذي يسعى لتحقيق التوازن في عالم مليء بالمتغيرات، فالتحديات التي واجهتها لم تُثنِها عن المُضيِّ قُدُمًا في تحقيق رسالتها السامية، فقد استثمرت في التعليم والتنمية، واعتبرت أن بناء الإنسان هو الأساس الذي يُمكِّنها من الوفاء بواجباتها تجاه أشقائها، هذه الرؤية الشاملة تعكسُ التزام المملكة بتطوير نفسها من خلال الابتكار والمعرفة.
وفي عالمٍ يتسم بالتحوُّلات السريعة المتزايدة، لا تزال المملكة تُمثِّل صوت الحكمة، وتُجسِّد الرغبة الصادقة في تحقيق الأمن والاستقرار.
وهكذا، تواصل المملكة مسيرتها بثباتٍ مدفوعةً بقيمٍ راسخةٍ؛ لتؤكد يومًا بعد يومٍ أن القيادة الحقيقية ليست في امتلاك القوة فقط، بل في القدرة على استخدامها لتحقيق الخير.
المملكة العربية السعودية تُمثِّل رمزًا للأمل والمثابرة في زمن الأزمات، وتعكس مواقفُها الثابتة قيمَ التعاون والكرامة الإنسانية، إن قدرتها على استيعاب التحديات، وتحويلها إلى فرص تبرز إرادتها القوية، وهو ما يجعلها محورًا أساسيًّا في الجهود الرامية؛ لتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة والعالم.
ضوء
«أنا وأُسرتي وشعبي جندٌ من جنود الله، نسعى لخير المسلمين».
- الملك عبدالعزيز آل سعود
طيَّب الله ثراه.