عبدالكريم بن دهام الدهام
تتويج جديد تخطفه عاصمة وطننا الحبيبة «الرياض»، وبعد ألقاب عاصمة الثقافة والإعلام والشباب والفرص والاقتصاد، وعاصمة القمم، والأضواء والحياة والأجواء السياحية، وأكثر مدن العالم نمواً، والأكثر أماناً، والأكثر حيوية.
ها نحن نرى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومجلس وزراء البيئة على مستوى الدول العربية تكرم الرياض بلقب «عاصمة البيئة العربية لمدة عامين حتى أكتوبر 2026م»؛ تقديراً للمنجزات التي أحرزتها المدينة، بقيادة الهيئة الملكية لمدينة الرياض، في مجالات صيانة وحماية البيئة، وكذلك الجهود المستمرة التي تعمل عليها من أجل مواجهة تبعات التغير المناخي، عبر أعمال الاستدامة البيئية وفق رؤية المملكة الطموحة 2030، وتحقيقاً لمستهدفات مبادرة السعودية الخضراء واستراتيجية استدامة الرياض.
وكما قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في معرض التعبير خلال قمة القادة حول المناخ - الافتراضية - بالرئيس الأمريكي بايدن: «نؤكد على اهتمامنا والتزامنا بالتعاون لمكافحة التغير المناخي لإيجاد بيئة أفضل للأجيال القادمة، متمنين لجهودنا النجاح لحماية كوكبنا»؛ فإنَّ الإنجازات التي حقَّقتها «الرياض» في مجال حماية البيئة ومواجهة التغيُّر المناخي، يعود الفضل فيها التوجيهات الرشيدة من سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض - حفظه الله -، الذي يولي هذا الموضوع الاهتمام الكبير، وأن تحقيق «الرياض» كإحدى المدن الرائدة في مجال الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية ، يأتي انسجاماً مع رؤية وطننا الطموحة 2030، والتزامها بإحراز مستقبل مستدام ومزدهر، ويؤكِّد ذلك قرار مجلس الوزراء بتحديد يوم 27 مارس من كل عام مناسبة سنوية للتوعية بأهمية العمل البيئي تحت اسم «يوم مبادرة السعودية الخضراء»، وتأسيس القوات الخاصة للأمن البيئي.
منجز يستمد وهجه من اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظهما الله -، الذي كان لرؤيتهما الفاحصة وحرصهما المبكر جداً بالبيئة والاستدامة الأثر العظيم فيما حققه وطننا الكبير «المملكة العربية السعودية» من ريادة في مجال صيانتها، وهيأت المنطلقات والأسس للتعامل الفريد والمثالي مع تحديات ومسببات التغير المناخي.
وكانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية قد توَّجت «الرياض عاصمة للبيئة العربية لمدة عامين»، تثميناً لجهودها الفريدة في مجال حماية البيئة التي أسهمت في جعل درة العواصم «الرياض» من المدن المتميزة في مجال البيئة، لتنفيذها مجموعة من البرامج والمشاريع النوعية بحماية البيئة وتحسين جودة الحياة، التي تهدف إلى إحراز التنمية المستدامة وحماية الموارد الطبيعية البرية والبحرية من التلوث والمحافظة عليها من الاستخدام غير المرشد في المنطقة العربية، ما يؤكِّد التزام الرياض بتنفيذ خطط فعّالة في مجال الاستدامة يصل تأثيرها للأجيال القادمة.
وجاء فوز مدينة الرياض باللقب الجديد في أعقاب ثلاثة أحداث مهمّة للغاية في القطاع على المستوى المحلي والعالمي، إعلان قرار مجلس الوزراء بتحديد يوم 27 مارس من كل عام مناسبة سنوية للتوعية بأهمية العمل البيئي تحت اسم «يوم مبادرة السعودية الخضراء»، واستضافة القمة الأولى لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر عام 2021م، ومشاركتها في مؤتمر «كوب 27»، والتي حقَّقت فيها المملكة نجاحاً استثنائياً لم يكن مسبوقاً.
كما ستستضيف العاصمة الرياض خلال العام الجاري 2024 العديد من الفعاليات البيئية المهمة؛ من أبرزها: الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP 16)، حيث سيناقش المؤتمر عدة موضوعات محورية تشمل تطوير عمل الاتفاقية، ومتابعة تنفيذ الإطار الاستراتيجي لاتفاقية مكافحة التصحر 2018 - 2030، ومعالجة قضايا الجفاف والعواصف الترابية، كما سيشارك في المؤتمر ممثلون لـ»196» من الدول الأطراف والمنظمات الدولية والإقليمية؛ لمناقشة التحديات المتعلقة بالتصحر والجفاف وسبل مواجهتهما، وهو حدث ذو أهمية كبيرة على المستوى العربي والعالمي.
وإذا كان من منجز يضاف، فهو يتعلق بالنجاح الذي حققته الهيئة الملكية لمدينة الرياض في جعل قضاياها موضع اهتمام الجميع، وانضمامهم فيها، لأجل مستقبل الأجيال المقبلة.
وفي الختام أدعو الله تعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأن يديم على المملكة قيادةً وشعباً نعمة الأمن والاستقرار، وأن يستمر وطننا الغالي مسيرته الطموحة نحو المزيد من التطور والازدهار.