د. إبراهيم بن جلال فضلون
عن التطبيع و«صفقة القرن»، تحل لعنة الشرق الأوسط، كمنطقة مُلتهبة على مدار الحقب الزمنية لوجود الموارد الغنية، وكونها جنة الخيرات في الأرض مقابل الفقر الأوربي الذي يعيش على ثرواتنا منذ الاستعمار وغيره متحولاً بطرق حديثة عبر بوابة التكنولوجيا والتقدم التقني، ففي ظل التصعيد الإسرائيلي والحرب الدائرة بين إسرائيل من جهة وفلسطين وإيران وأذرعها من جهة أخرى منذ أكثر من عام ولم تؤتِ الحرب إلا الخراب على دول الاحتلال قبل المنطقة، فتاريخ الولايات المتحدة تاريخ ارتبط برؤسائها الحروب الأمريكية وتدخلاتها في الشرق الأوسط، فهل يصدق الرئيس 47 في شعاره الانتخابي لفكرة «السلام من خلال القوة» ووعده العرب والمسلمين بوقف الحرب إذا عاد إلى البيت الأبيض؟.
فكونه اقتصادياً، يؤمن بأنه لا يمكن إحداث التنمية وتطوير العلاقات وسط هذه الحروب لذلك قد يصدق في قوله: «من المهم تبريد مستوى السخونة في غزة ولبنان»، فالانتخابات الأميركية كان من المنطقي فوز ترامب المخضرم بها ولم يُثيرني شك في ذلك، فتأثير أساليب رئيس من الحزبين تؤثر نتيجتها على أساليب وطرق التعامل مع قضايا الشرق الأوسط بالطبع كونها نقطة محورية في السياسة الخارجية الأميركية، وعامل مهم في تشكيل الرأي العام والنتائج الانتخابية عبر الأصوات العربية التي قلبت الدفة لصالح ترامب ووعوده بإنهاء الحرب، وقد يستطيع الضغط هنا ليس المقصود منه «وقف مساعدات أو توبيخ علني لكن مقايضة» أي يدفع نتانياهو للقيام بإجراءات معينة مقايل ضمانات أميركية له بتطبيع ما، وهذا التأثير يرجع إلى عدة جوانب سواء على مستوى الأمن القومي الأميركي وأسعار الطاقة فضلاً عن التحالفات الاستراتيجية بما في ذلك الإرهاب، وإمدادات النفط والعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وكلها لها تأثير كبير على الحملات الانتخابية، فالشرق الأوسط مادة إعلامية جاذبة كثيرًا ما يستخدم المرشحون الجمهوريون والديمقراطيون قضاياها لجذب الكتل الانتخابية الرئيسية، كما أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الناخبين الأصغر سناً يدعمون بشكل متزايد حقوق الفلسطينيين ما يشكل ضغطا على المرشحين.
وربما قد يسعى ترامب الذي سيأتي بتصفية حسابات للداخل الأمريكي الذي تكتل عليه في قضاياه.. بل سيسعى بمعاونة قوى الاعتدال في المنطقة عبر البوابة الأولى الدولية مصر والخليجية، وصولاً لتسويات في المنطقة لترتيب الأوراق واستعادة زمام السيطرة على إيران، وهذا ما أشكك فيه، فكيف نثق برجل قدَّم القدس على طبق من ذهب لإسرائيل، كما أنه يحاول منع الصين من التواجد بشكل مباشر أو غير مباشر حتى ينقل ساحة الصراع إلى أقصى الشرق.. وعدم ترك أي فراغ قد تشغله الصين أو روسيا بالمنطقة، لكن العقبة الكبرى ستكون ما يسمى «صفقة القرن»، وهي تصور مفترض للسلام في الشرق الأوسط طرح خلال فترة ترامب الأولى.
عموماً كان ترامب صامتاً بشكل ملحوظ بشأن الأحداث الرئيسية في الشرق الأوسط، وفي حالات أخرى كان غامضاً. فطوال حملته الانتخابية، لم يقدم الرئيس السابق دونالد ترامب سوى القليل من الأدلة الجوهرية التي تشير إلى كيفية تعامله مع بعض القضايا الأكثر تعقيداً التي تهز الشرق الأوسط إذا انتُخب لولاية ثانية.
وقد قالها في إعلان نصره «لن أبدأ حرباً، بل أنا هنا من أجل وقف الحروب»، وقال: «لم نخض أي حروب، ولمدة أربع سنوات في عهدي لم نخض أي حروب، باستثناء أننا هزمنا داعش، بل هو من قال: «إن توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية هي إنجاز السياسة الخارجية الرئيسي لإدارته.