خالد بن محمد الفريجي
الأمير فيصل بن خالد بن سلطان، أمير الحدود الشمالية، أكمل 7 أعوام بإنجازات عقد من الزمان .
22 أبريل 2017 ربما قد يكون يوماً عادياً مر مرور الكرام على الكثير من أهالي المنطقة في بادئ الأمر إلا أن كل ذلك تغير بمجرد مباشرة عراب التطوير لمهامه في مكتبه في حي مشرف ذي الاطلالة المشرفة على امتداد الطريق الدولي الموازي لخط التابلاين ذو الصيت التاريخي المهيب فأصبح أميراً لمنطقة ذات مساحة تجاوزت الـ104000 كيلومتر مربع.
بدأها بزيارات ولقاءات واجتماعات وتوجيهات حركت تلك المياه الراكدة لتتحول إلى مياه نقية تسقي تربة العطاء والنماء في مدينة عرعر وأخواتها رفحاء وطريف والعويقيلة ومراكزها الممتدة على طول 700 كيلو.
قاد نهضة ممتعة جعل من مدنها ترتدي اجمل الأزياء وتلحق بتلك المدن التي تتباهي بغرور بل وتجاوزتها.
تواضع مع الصغير وحاسب المدير واطلع على كل امر كبير ولم يتغافل عن أي شيء.
تشرفت بلقياه بمعية أمين عام مركز الحوار الوطني إبان عملي سابقاً ممثلاً لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في المنطقة فشاهدت فيه ذلك المحاور الذي ينتقي أدق العبارات ويمحص في المصطلحات ويناقش الكثير من المفردات ومطلع على جميع المبادرات فأسرني بما يملك من حسن الاطلاع وتلك الثقافة التي برزت دون خجل في تلك الحوارات.
الزائر لمدينة عرعر تحديداً سيلمس التغير الحقيقي الذي قاده هذا الأمير الشاب حتى أصبحت من أكثر المناطق نمواً في المملكة، بل إنها أصبحت وجهة للمستثمرين ومركزاً اقتصادياً مهماً ورافداً من روافد الاقتصاد الوطني الهامة ومن أهم الإنجازات التي ستصبح نقلة نوعية للمنطقة هو تأسيس المكتب الاستراتيجي لتطوير منطقة الحدود الشمالية عام 2023م والذي سينقل المنطقة نحو آفاق جديدة من التطور والنماء.
عندما يأتي الحاج برا عبر منفذ جديدة عرعر من العراق والشام وبعض بلاد آسيا الوسطى يجد أن أول مستقبليه أمير الحدود الشمالية مرحبا ومبتهجا بمقدمه.
هذا التواضع هو من جعل تلك الانطباعات الجميلة على محيا ضيوف الرحمن.
لم يقتصر الأمر على ذلك بل أن تواضعه مع الجميع جعله مسارعاً في تلبية دعوات أهالي المنطقة أثناء تنقلاته المستمرة بين مدنها وقراها متناولاً القهوة السعودية عند هذا وذاك دون ألقاب ولا مقامات اجتماعية بل إن الجميع عنده اخوان.
وهكذا هو أصبح أقرب الناس للناس؛ فمرة ملبياً دعوة وتارة أخرى مقدماً تعزية ولم أسمع انه تراخى أبداً في ذلك، وهذا هو تواضع العظماء.
أثنينية الثقافة عهد جديد ابتدعه فيصل العطاء لتكون فرصة المثقفين والفنانين والأدباء والمفكرين والكثير من المواطنين.
هذه الاثنينية منبر جميل ورزين أتاح للجميع للحديث عن ما يحلمون به نحو تحقيق العطاء في بلد الرخاء.
لم تكن مدارسنا غائبة عن رعاية سموه، بل انها أصبحت في أعلى الاهتمام؛ ففي تلك الزيارات لفصول الطلاب ومشاركتهم فرحة العطاء وبهجة النماء شعور لا يوصف مليء بالفخر والاعتزاز، حفز تلك المدارس لتحلق في سماء الأداء، وتحقق الكثير من الإنجاز.
الحوكمة ومؤشرات الأداء وتمكين المرأة من البصمات التي نراها في جميع القطاعات الخدمية بلا استثناء وهي امتداد لمتابعات سموه وفهمه الحقيقي لأهمية ان تكون المنطقة في ركب النماء في ضوء رؤية 2030
مطار عرعر الإقليمي قصة نجاح لم يكن أن يتحقق لولا متابعات حثيثة من هذا الأمير المثابر مع الملك وولي العهد فأصبح من أجمل المطارات المحلية في المملكة، بل تطور به الحال إلى ان يكون اقليمياً بعد حوالي خمسين عاماً من الانتظار.
يكاد لا يمر أسبوع على هذه المدينة الصاخبة الا وتجد تلك المناسبات والفعاليات الكبرى جمعت عمالقة الإدارة والاقتصاد والفن والادب والاعلام وغيرهم فيجتمعون لينسجوا مبادراتهم انطلاقا من البوابة الشمالية للمملكة ما جعل (وعد الشمال) خيار الاقتصاديين ورجال الأعمال من مختلف دول العالم ومكان جذب لاستثمارات عالمية صنعت حراك اقتصادي هائل ورافد مهم من روافد الاقتصاد الوطني.
الأقوال تصدقها الأفعال، وهذا ما تراه ماثلا بوضوح في كل مساحة من مساحات الحدود الشمالية.
البيئة هي العنوان الأبرز لسموه الكريم فقد حظيت بإهتمام بالغ أثمر ذلك بإطلاق سموه مبادرة غابات الحدود الشمالية الهادفة إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية وخلق توازن ينظم العلاقة بين البشر والطبيعة فالمنطقة تحتضن أكبر محمية طبيعية في المملكة (محمية الملك سلمان).
لم يقتصر الأمر على ذلك بل رأينا اطلاق مبادرة كرسي سموه لدراسات الطاقة المتجددة التي انبثق منه حتى الآن 73 ورقة عمل علمية نشرت في مجلات علمية مرموقة عالمياً.
في جعبتي الكثير من الحديث مالا تتسع له مفرداتي، وألتمس العذر لنفسي فمساحات الحروف تقف عاجزة دون أن تفي هذا الأمير حقه، وبلا شك أنه في غنى عن الإشادة إلا أن مواساتي لذاتي أجدها في (مالا يدرك كله لا يترك جله).