خالد بن حمد المالك
منذ اللحظة التي غادر فيها الرئيس ترامب البيت الأبيض إثر خسارته لانتخابات عام 2020م أمام الرئيس بايدن، وهو يعلن عن عزمه على دخول السباق للترشح عام 2024م ليكون رئيس أمريكا رقم 45 و47، مؤكداً أنه سوف يفوز في انتخابات 2024م، ولم يثنه عن إصراره على ذلك أنه واجه محاولتين لاغتياله، ومحاكمات قضائية كانت ستأخذه إلى السجن بدلاً من البيت الأبيض.
* *
فوز ترامب، بأرقام كبيرة، وسيطرة حزبه الجمهوري على مجلسي الشيوخ والنواب سيجعله بعد فوزه أمام مرونة كبيرة لتنفيذ ما وعد به في حملته الانتخابية دون عوائق أو اعتراضات، بل وبتسريع تطبيقها، وفقاً للانسجام الذي ستكون عليه العلاقة بين الرئيس وحزبه، وهو ما أصاب الحزب الديمقراطي بالاحباط، بخسارة مرشحته، ومقاعد له في مجلس الشيوخ، وجعل الأغلبية فيه للحزب الجمهوري، بالإضافة إلى مجلس النواب.
* *
تذكروا أنه عندما بدأت الترشيحات من الحزبين للرئاسة 47 كان مرشح الحزب الديمقراطي الوحيد وبدون منافس من الحزب هو الرئيس بايدن، فيما واجه الرئيس ترامب منافسين له من حزبه، ولكنه تفوق عليهم في الانتخابات، ليواجه الرئيس بايدن، وقد تناظرا معاً في مناظرة، ظهرت فيها أعراض الشيخوخة مؤثّرة في ذاكرة بايدن، وقدرته على مواجهة خصم عنيد، فكان التفوق للرئيس ترامب، ما جعل الحزب الديمقراطي يتخلى عن ترشيحه لبايدن لصالح نائبته المرشحة هاريس.
* *
مع هاريس، كانت هناك مناظرة وحيدة قيل إن التفوق فيها كان لصالحها، فطلبت مناظرة أخرى لتأكيد تفوقها، لكن ترامب رفض الموافقة على طلبها، وهو ما عزَّز شعورها بأنها أقرب إلى الفوز بالانتخابات، وبأنها الرئيسة القادمة للولايات المتحدة الأمريكية، ولكن كان للرئيس ترامب موقف ورأي آخر، أكد فيه قبل الانتخابات بساعات أنه سوف يفوز بتفوق تاريخي ليكون رئيساً لأمريكا في فترتين غير متصلتين، وهذا ما حدث.
* *
بدأت الأصوات الأولى تظهر تباعاً بتقدم لهاريس، غير أنها ما لبثت أن بدأت تميل بشكل حاد لصالح ترامب، حتى انتهت بفوز ساحق لمرشح الجمهوريين، مخالفة النتائج كل التوقعات والاستطلاعات، وابتسامات وضحكات الثقة لدى مرشحة الديمقراطيين، حتى إن أحداً لم يكن يتوقع أن تكون النتائج بهذا التفوق الكبير لصالح الرئيس المرشح ترامب.
* *
وعلى خلاف ما هو متوقع، فقد تعامل ترامب مع فوزه بسمو، فلم تصدر منه كلمات جارحة، أو استفزازية ضد منافسته، بل إنه أشاد بتصميمها وطموحها وتعاملها، وتقبل اعترافها بالهزيمة وتهنئتها الهاتفية له بتقدير وثناء، كما تعامل بنفس المشاعر مع الرئيس بايدن، وقدّر لهما اتصالهما للتهنئة، ودعوته لزيارة البيت الأبيض للتفاهم على آلية تسليم السلطة في وقتها المحدد بسلاسة.
* *
وهذا يظهر رغبة الطرفين على منع أي انقسامات، أو خلافات بين الحزبين، والسعي لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية فوق كل الاعتبارات، وبعيداً عن أي خلافات تقود إلى إشعالها عن التحديات ا لمستقبلية القادمة التي قد تواجهها مع خصومها في الخارج.