د.م.علي بن محمد القحطاني
في حياتنا اليومية المعيشية أو الوظيفية قد تستيقظ لتفاجأ بتغيير قد يكون جوهريا في بعض مناحي الحياة تفرضه الظروف ويتفهمها المسؤول والمواطن والمقيم قد تكون تدابير محددة أو إجراءات مؤقتة فعلى سبيل المثال وفي بداية التسعينات عانت المملكة من حوادث إرهابية في بعض مدنها واستهدفت العديد من المجمعات والقرى السكنية داخل المدن ولجسامة الخطب وفداحة الخسائر كان لابد من تدابير واحتياطات عاجلة وسريعة وفعالة لمنع هذه المخاطر والتصدي لها ومعالجة مخاطر لم تكن في الحسبان فتم استقطاع أجزاء من الشوارع المحيطة بتلك المجمعات كحرم أمني أو مسار الدوريات أي خارج حدود الملكية وفي نفس الوقت فإن المشرع سن تنظيمات وتشريعات كحلول دائمة بطرق هندسية مدروسة لا تؤثر على البيئة المحيطة بها من حركة سير وانسيابية حركة ومبان ومجاورين ولا تتسبب في أي تلوث بصري ولم تغفل عن معالجة هذا الوضع الذي أصبح واقعا ملموسا فتم إمهال الملاك فترة محددة لتنفيذ هذه الاحتياطات الأمنية داخل حدود الملكية.
وفي تلك الأثناء نجحت المملكة بفضل الله ثم جهود الدولة أيدها الله بالتصدي للإرهاب بحكمة الشيوخ وعنفوان الشباب حتى اجتثته من جذوره بالعديد من الإجراءات والمبادرات محليا وإقليميا ودوليا معتمدة على أساس اجتثاث الإرهاب من جذوره الفكرية وتجفيف منابع تمويله ونشر الفكر المعتدل إلى جانب المواجهات الأمنية بالإضافة إلى الدفاع عن الإسلام من تهمة الإرهاب بصفة عامة وعن المملكة العربية السعودية بصفة خاصة ضد محاولات أعداء الأمة إلباس الإرهاب العباءة السعودية.
وبعد انتفاء الحاجة لها أو لمعظمها فإلى متى تستمر أما آن للأمور أن تعود لطبيعتها أو على أقل تقدير إعادة دراسة الموضوع من كافة جوانبه مع الأخذ في الاعتبار المجاورين ومدى تضررهم من وجود تلك الحواجز ونوعية سكان تلك المجمعات.
أما المثال الآخر التاكسي (الليموزين) الأخضر الذي ارتبط لونه واسمه بجائحة كورونا فقد ظهر في نفس الفترة تقريبا لخدمة ونقل الركاب من المطار إلى أرجاء المدينة لتوفير وسيلة مواصلات راقية لتسهم مع بقية الوسائل التي استحدثتها وزارة النقل والخدمات اللوجستية بالتنسيق مع هيئة الطيران المدني لتحسين الصورة النمطية لمطارات المملكة من الصورة التقليدية لسيارات الأجرة المتهالكة وبعض سائقيها غير المنضبطين أو أصحاب السيارات الخاصة الذين يتجمعون لاستقبال القادمين لعرض خدمة توصيلهم ولكن بعد فترة قصيرة من بدء أعمالهم، وبسبب الجائحة أيضا تغير مساره والهدف من إنشائه ووجهته فلا نعلم أهو لسوء حظ أم دعوة والدين تم تعليق السفر من وإلى المملكة (على مستوى العالم) أو داخل المدن فتوقفت جميع أنشطة المطارات بما فيها التاكسي الأخضر ولتجاوز هذه الإشكالية والتخفيف من آثارها عن هذا المشروع تم السماح لهم بالعمل داخل المدينة بصفة مؤقتة لتنظم لأخواتها شركات التاكسي الأبيض وحتى عودة الحياة لطبيعتها وقد عادت الأمور لطبيعتها وفتحت جميع المطارات وكان المفترض انسحابها من المدن والعمل بموجب ما رخصت به ولكن الحال استمر حتى اليوم وهي تجوب في شوارع جده تجوالا غير منضبط فإلى متى تستمر تعوث في طرقات جدة تجوالا.