محمد الخيبري
«الهياط» مصطلح اجتماعي متداول بشكل عامي ولا توجد له معان حقيقية مفصّلة بمعاجم اللغة العربية ولكن يتم تداوله اجتماعياً بالأوساط الخليجية والعربية على أنه سلوك اجتماعي ينم عن التباهي المفرط ممزوجاً بالغرور والخيلاء نتيجة حدث معين أو موقف ما أو قصة حصلت سابقاً.
و«الهياط» غالباً ما يكون سلوكاً منبوذاً وغير مقبول، وقد يكون له جوانب إيجابية تُؤخذ على مضض أو يتم التطرق لهذه الجوانب عمداً.
أغلب الجوانب الإيجابية لـ«الهياط» تكون متعلِّقة بالرياضة خصوصاً جوانب «كرة القدم» وما يتعلَّق بجماهير اللعبة وما يصاحب إنجازات الأندية من بطولات وجوائز وما يحدث من الجماهير من المبالغة في التشجيع والإفراط بالأفراح الهيستيرية سواء بالأماكن الاجتماعية العامة أو بمواقع التواصل الاجتماعي.
في وسطنا الرياضي وفي عالم كرة القدم السعودية أجد أن الجماهير التي يحقّ لها «الهياط» والتفاخر بفريقها والإفراط بالتفاخر هي الجماهير الهلالية التي ضرب فريقها «العملاق الآسيوي» موعداً مع الأرقام الإعجازية بكل جدارة حتى تجاوز بأرقامه حدود القارة الصفراء إلى مصاف الأندية العالمية.
وقد تطرَّقت في مقالات سابقة إلى الأرقام القياسية التي حطَّمها الهلال بكل قوة ولن أعيد سردها، بل سأتطرق لأرقام جديدة وغير مسبوقة في القارة الآسيوية.
الهلال يحتل المركز الواحد والثلاثين على مستوى العالم متفوِّقاً على أعرق الأندية الأوروبية في لعبة كرة القدم والفرصة متاحة للهلال للصعود والتقدم للمراكز الأمامية في مقدمة ترتيب الأندية العالمية.
الهلال يحل ثالثاً من حيث التهديف في المباريات بشكل متتال بواقع خمس وسبعين مباراة متتالية متفوقاً على العملاق الأوروبي ريال مدريد الذي يملك في سجله ثلاث وسبعين مباراة متتالية.
الهلال الأول آسيوياً، حيث لعب مائتين وتسع مباريات في بطولة دوري أبطال آسيا حقق الفوز في مائة وخمس عشرة مباراة وبقية المباريات بين تعادل وخسارة وحقق ثماني بطولات في مختلف البطولات الآسيوية نصفها بطولة دوري الأبطال كأعلى رقم على الإطلاق في القارة.
الهلال تجاوز الرقم القياسي المسجَّل لنادي الأهلي السعودي في عدد المباريات بدون هزيمة بواقع خمسٍ وخمسون مباراة متتالية على مستوى المسابقات المحلية وكسر هذا الرقم من أمام المنافس «الجغرافي» النصر في المباراة الدورية التي جمعتهما مساء الجمعة الماضي وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدف ليحقق الرقم الأصعب 56 مباراة دون خسارة.
وما زال هناك متسع من الوقت لتحطيم المزيد من الأرقام القياسية سواء على مستوى خوض المباريات بلا خسارة أو بالفوز المتتالي أو التهديف المتتالي أو تحقيق الإنجازات.
الأرقام التسويقية والاستثمارية التي حققها الهلال جعلت منه الأول في الحوكمة والأكثر مداخيل والأكثر ثباتاً من حيث جودة المشاركات في المنافسات وهذه أرقام وإنجازات أضفت على مسيرة الهلال الرياضية.
وعودة «للطقوس» الجماهيرية فجمهور الهلال مثالي جداً على الرغم من مبالغته وإفراطه بالتعبير عن الانتماء للهلال إلا أن هذه المثالية جعلت من «الهياط» سلوكاً اجتماعياً إيجابياً ومحموداً ولا بد من تسليط الضوء عليه والتعامل معه كدروس اجتماعية من المفترض الاقتداء بها.
التوازن الذي خلقه الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال بين الإدارة والأجهزة الفنية والطبية والإعلام والجماهير هو انعكاس للانضباط الفني بخارطة الفريق الذي حافظ على «ديمومة» التألق والتفوق طوال الموسم.
استحواذ الهلال على الأهمية القصوى في البرامج الرياضية السعودية والخليجية والعربية ولن أبالغ إن قلت العالمية هو مبرر منطقي «للهياط» الجماهيري الذي تمارسه الجماهير الهلالية وبشكل لافت.
قشعريرة
الأمر العرضي الذي حصل لرئيس مجلس إدارة نادي الهلال الأستاذ فهد بن نافل يوم الجمعة الماضي، حيث لم يتمكّن من الدخول بسيارته الخاصة لمنطقة الشخصيات في إستاد الأول بارك مما جعله يذهب سيراً على الأقدام لمنصة الملعب لحضور المباراة الدورية بين النصر والهلال أمر غير مقبول ولا يليق برئيس أحد أكبر الأندية بالقارة وأعرقها.
الغريب في الأمر أن هذه الحادثة العرضية مرت مرور الكرام ولم يتم تداولها إعلامياً ولم يتم عليها إجراء بشكل رسمي ولم يكن هناك حراك من الجانب الهلالي على الرغم من أن التوتر طال المدرج الهلالي بالكامل مع تحفظ إعلامي أزرق.
ومن وجهة نظر شخصية يفترض أن يكون هناك اعتذار رسمي مقدم لإدارة الهلال من الإدارة النصراوية على أقل تقدير نظراً لحساسية الحادثة «العرضية» وحجم التنافس الجغرافي الجماهيري الإعلامي الأزلي بين الهلال والنصر.