سلطان مصلح مسلط الحارثي
من يعتقد أن كرة القدم تخضع للمنطق والرؤية الفنية المسبقة، بالتأكيد أنه مخطئ، فكرة القدم ليس لها منطق، ولا تعترف به داخل المستطيل الأخضر، والشواهد والمعطيات على عدم منطقية كرة القدم كثيرة جداً ولا حصر لها، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، وهنالك مفاجآت في كرة القدم لا تعلم كيف ولماذا حدثت، كون المعطيات الفنية التي تسبق بعض المباريات لا توحي بالمفاجآت، وعلى سبيل المثال، منتخب ألمانيا سبق وأن فاز على منتخب البرازيل بسباعية، لم يتوقعها أي شخص على مستوى العالم، وهذا منتخب كوريا الشمالية يفوز على منتخب إيطاليا بنتيجة 2-1، في مفاجأة كبرى، كما أن فوز المنتخب السعودي على منتخب الأرجنتين يعتبر من المفاجآت في كرة القدم، هذا على مستوى المنتخبات العالمية، أما على مستوى الفرق، فهنالك مفاجآت كثيرة، ونتائج غير متوقعة، مثل انتصار خيتافي على ريال مدريد قبل موسمين، وفوز إسبانيول على برشلونة، وفوز ويست هام على تشيلسي، ومحلياً الأمثلة كثيرة، فهذا فريق الجندل ينتصر على الأهلي، والفيحاء يفوز على الهلال، والطائي يكسب الاتحاد، وغيرها من النتائج التي تدل على عدم منطقية كرة القدم.
نسوق هذه المقدمة، لنؤكد على أن تعادل فريق النصر مع الهلال في المباراة التي جمعتهما مساء يوم الجمعة الماضي، يعتبر من ضمن المفاجآت التي تحدث في كرة القدم، ويؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن كرة القدم لا تعترف بالمنطق، ولا بالأفضلية المسبقة، فالنصر الذي كاد قبل لقاء الهلال بأيام قليلة، أن يخسر من فريق الخلود «الصاعد حديثاً»، وتعادل معه في اللحظات الأخيرة عن طريق ركلة جزاء، وخرج من كأس الملك على يد التعاون، ويقدم مستويات متذبذبة منذ بداية الموسم، هو نفس الفريق الذي قابل الهلال، واستطاع التعادل معه، رغم أن الفوارق الفنية شاسعة، والتفوق الهلالي واضح، ولكن هذه هي كرة القدم، تعطي من يعطيها داخل المستطيل الأخضر، وهذا ما حدث في لقاء الهلال والنصر، حيث استطاع لاعبو النصر أن يعطوا كل ما لديهم، بينما كان الهلال في أسوأ مستوياته، كما أن حكم المباراة ساهم بشكل مباشر في نتيجة التعادل، وكان تأثيره واضحاً وجلياً بحسب حديث المختصين، حيث لم يطرد لاعب فريق النصر بريزوفيتش، ولم يحتسب ركلتي جزاء لصالح الهلال، وهنا أسأل القائمين على لجنة الحكام في اتحاد الكرة: كيف تختارون حكام المباريات؟ وعلى ماذا تستندون في اختياراتكم؟ وهل لديكم اطلاع كامل على تاريخ كل حكم يُستدعى لإدارة أي مباراة في الدوري السعودي؟ الواضح أن هذا لا يوجد في لجنة الحكام، لأنه لو كان موجوداً لما تم تكليف الحكم الألماني لقمة الهلال والنصر، وهو الذي تدور حوله الكثير من الشكوك والظنون كما تحدث الإعلام الغربي.
ودوا سعود هاتوا سعود
في ظل النهضة الرياضية التي تعيشها المملكة، برعاية واهتمام ودعم مباشر من قبل قائد وعرَّاب رؤية السعودية 2030 سمو ولي العهد الأمير الأمير محمد بن سلمان، لا يزال يوجد بيننا من لا يريد لرياضتنا أن تتطور، وربما يغيظهم تطورها وتقدمها، وأقصد هنا الذين يستخدمون بعض اللاعبين السعوديين «لعبة» في أيديهم، يوجهونها أينما أرادوا.
أقول هذا، ونحن نسمع أن سعود عبدالحميد، لاعب فريق الهلال السابق، والذي غادر قبل شهرين لنادي روما، وبقي أسيراً لدكة البدلاء، نسمع عن عودته لأحد الأندية السعودية، وإن صدقت تلك المعلومات، فنحن نستعيد ذكريات سابقة، كان فيها اللاعبون مجرد «أدوات»، بعيداً عن سمعة وتطور كرة القدم السعودية، وهذا ما لا يمكن حدوثه اليوم، أو من المفترض أن لا يحدث، فنحن يجب أن ننتقل للاحتراف الحقيقي، لا أن نعود للعبة «الكباري».
ويبقى السؤال: هل كنا في قضية احتراف سعود عبدالحميد ضحية تصرف ما كان يجب أن يحدث؟ الواضح نعم، وقد اكتشف تلك اللعبة الجمهور الرياضي قبل المعنيين، وتحدثوا عن عودة اللاعب في المقبلة لأحد الأندية السعودية! والسؤال الأهم: كيف سيعود اللاعب ولمن؟ إن عاد لغير الهلال، فنحن أمام قضية جديدة ستثير الرأي العام، فالهلال الذي كان يرفض خروج لاعبه يجب أن يعود له، طالما أنه لن يواصل احترافه خارجياً.
تحت السطر
- نتائج الأندية السعودية في دوري نخبة آسيا مبهرة، وتسعد الوسط الرياضي السعودي، وتدل على قيمة مشروعنا الرياضي النهضوي.
- إن عاد سعود عبدالحميد لغير الهلال فهذه طامة لن يتجاوزها الوسط الرياضي بسهولة، وستكون عنواناً غير مقبول لمرحلة رياضية جميلة.
- الفرق بين الهلال والنصر، النصر في أفضل مستوياته تعادل مع الهلال، والهلال في أسوأ مستوياته لم يخسر.
- مشاري القرني، من أجمل وأمتع الأصوات التي قد تستمع لها في تعليق المباريات، حضر متأخراً، ولكنه اليوم ينافس على المقدمة، ويكفي أنه نال شهادة المعلِّق الكبير محمد البكر.