ناصر زيدان التميمي
بر الوالدين ليس مجرد قبلة على الرأس أو كلمات لطيفة نقولها لهما، بل هو سلوك يومي يعكس عمق الاحترام والتقدير لهما. فبر الوالدين يتجاوز مظاهر الحب البسيطة ليشمل تقديم الدعم والرعاية الكاملة لهما، وخاصة في أوقات الحاجة والضعف.
البر يعني أن نكون بجانب والدينا عندما يحتاجون إلينا، أن نستمع لهم، نفهم احتياجاتهم، ونحرص على تلبية رغباتهم بكل ما نستطيع. يتطلب البر أن نكون صبورين معهم، خاصة عندما يكبرون في السن وتزداد حاجتهم إلى الرعاية. فقد يكون الوالدان في مرحلة معينة من حياتهما بحاجة إلى دعم نفسي وعاطفي أكثر من الدعم المادي. كما أن البر بالوالدين يتطلب منا أن نسامحهم على أخطائهم، وأن نتجاوز عن الزلات التي قد تصدر منهم، متذكرين دائمًا أنهم كانوا سببًا في وجودنا وتربيتنا، وأن ما بذلوه من جهد وتضحيات لا يمكن أن يُقاس بما نقدمه نحن لهم.
علاوة على ذلك، البر يشمل أيضًا الدعاء للوالدين، سواء كانوا على قيد الحياة أم انتقلوا إلى رحمة الله. فالدعاء لهم هو من صور البر المستمرة التي لا تنقطع حتى بعد وفاتهم.
في الختام، البر ليس مجرد أفعال مادية أو تقبيل للرأس، بل هو شعور عميق بالمسؤولية تجاه الوالدين، يتجلى في سلوكياتنا وتصرفاتنا اليومية، ويعكس حبنا وامتناننا لهم على ما قدموه لنا طوال حياتهم.