رمضان جريدي العنزي
لا تجعل بريقك ينطفئ، كن منارة للتائهين الحيارى، وخليطاً من عسل مصفى وماء، كن ترتيلة فرح، وقصيدة منقوشة بالحناء، ومبللة بالعطر، كن منارة وبوصلة، ومداراً بهي، وخميلة ملونة، كن قنديلاً وخارطة طرق، كن عميقاً كيفما استطعت، واكتشف الحلم الذي بداخلك، خض غمار الحياة، وارتقِ عاليات الجبال، كن أنت ولا تكن ظلاً لغيرك، أو نسخة من أحد، كن طبيعياً، دون نكهات صناعية، ارسم حياتك بما يتفق مع ميولك، ثق بنفسك، وكن نموذجاً وقدوة، لوِّن حياتك كما تريد بالألوان الزاهية، كن بقعة ضوء، لا حيزاً من ظلام، اجعل باطنك مثل ظاهرك، وانبذ الأقنعة، وارفض الازدواجية والتناقض، لا تخادع ولا تنافق، ولا تمارس التلون والتملق والمراوغة، أحسن إلى الناس، طهر قلبك من الحقد ومن الحسد، وابتعد كثيراً عن الغش والكذب والتدليس، لا تكن ثرثاراً فضولياً، ولا تمد يدك لأحد، عش يومك ولا تتعب نفسك ليوم غد، انظر إلى ما هو دونك، لا تتعب ذهنك في الخيالات المخيفة، والأفكار السلبية، حجم المشاكل، ولا تضخم الحوادث، كن بسيطاً هيناً ليناً، لا تلتفت للأقوال السيئة التي قيلت فيك، فالجبل النايف الأشم لا تهمه الرياح العاتية، إن أحسنت فلا تنتظر الشكر من أحد، لا تتعب أعصابك وأعطِ نفسك مساحة للراحة والاستجمام والسفر، عش اليقين التام، فلا طعم للحياة أصلاً من غير يقين وإيمان، لا تنزوي في الغرفة الضيقة، وابتعد كثيراً عن الوحدة والفراغ، فكلاهما قاتل، وطريقاً للنكوص والفشل، لا تستسلم أمام كتائب المشاكل والأحزان، ابتهج كثيراً حاول أن تعش بين الجداول والخمائل والطيور والحقول الفسيحة، لا تحمل هموم الدنيا فوق رأسك، فالأحداث جارية ولن يمنعها تفكيرك المستمر، لا تصدق الأراجيف والاشاعات ولا تنزع للتوافه، لا تجعلها تقلق أعصابك، وتشل تفكيرك، وتهز كيانك، وتقض مضجعك، لا تفكر بالمستقبل، واترك الغد يأتي، اخرج إلى الفضاء، وتفرج على إبداع الخلاق، إذا أرهقتك الهموم والغموم، وضاقت بك السبل، اذكر الله كثيرا وتبتل إليه، وألهج بذكره، فهو يسمع صوتك وأنت تدعوه، أخيراً لا تقلق فعاليات الأحلام يحققها الصعود المستمر، والعمل الدؤوب، سطوعك بعد عناء تخليداً للتعب الذي كان، وذكرى لأساطير البطولة.