دهام بن عواد الدهام
لم يكن منتدى الاستثمار الذي احتضنته الرياض نهاية شهر أكتوبر رغم أهميته العالمية الاقتصادية هو ما كان يشغل بال الرياض رغم أهميته، لكن الحراك الدبلوماسي والاقتصادي عجلة لا تتوقف بالرياض، وقد أسر لي أحد أصحاب السعادة السفراء المعتمدين بالرياض مازحاً (أن لا وقت للنوم)، لكنه الإرث التاريخي لحرص واهتمام هذه الدولة - رعاها الله- منذ الموحد.. يجسد هموم عالمها العربي والإسلامي وحمايته وعلاجه مما أصابه أو قد يصيبه من عثرات أو تعثرات حتى تكون هذه الركائز العربية أوتادا في هيكل الأمن والسلام في المنطقة والعالم..
المملكة تنتصر لفلسطين الدولة والشعب بحقوقه ومقدساته، الرياض حين تقول.. تفعل، حين انتهت اجتماعات لجنة الاتصال العربية الإسلامية المشتركة مع عدد من الدول الأوروبية في مدريد بداية شهر سبتمبر الماضي بشأن مناقشة عوامل وأسباب الاستقرار في الشرق الأوسط واستناداً للمواقف الراسخة للمملكة التي أكدها الخطاب الملكي في مجلس الشورى بمحورية وأولوية القضية الفلسطينية.. واصل سمو وزير الخارجية المناشط الدبلوماسية ومن على منبر الأمم المتحدة العمل على الدعم الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية منهجا لإحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم استنادا إلى القرارات والمواثيق الدولية بحل الدولتين باعتباره الحل الوحيد لاستقرار المنطقة وإحلال السلام والأمن الدائمين وإعلان سموه انطلاق التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين واستضافة المملكة لأول اجتماعات هذا التحالف..
ها هي الرياض تحتضن هذا الاجتماع بمشاركة أكثر من 90 دولة ومنظمة (ضمنها دول فاعلة ومؤثرة على الساحة الدولية) لدعم إحلال السلام بالمنطقة.. وضع سموه المجتمع الدولي من خلال منبر هذا الاجتماع أمام مسؤولياته بدعم هذا الحل، وأكد المواقف الثابتة للمملكة ودعمها المبدئي والراسخ تجاه قضيتنا الأولى القضية الفلسطينية، إلى جانب هذه التحركات الدبلوماسية أكد سمو وزير الخارجية أن إقامة دولة فلسطين هو الشرط الأول لإقامة علاقة مع إسرائيل، وأكد سموه أن المملكة ستفعل كل ما يلزم لوقف النار في غزة، مشددا على رفض الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل في القطاع، إن تصاعد العنف والانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين ولبنان، إلى جانب توسع الصراع إقليميًا، يتطلب موقفًا حازمًا من المجتمع الدولي لوضع حدٍ لهذه الانتهاكات التي تُقوّض فرص حل الدولتين، وتدفع نحو مزيد من عدم الاستقرار.
كما شدد على ضرورة وقف إطلاق النار فورًا، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب وتفعيل آليات المحاسبة. وأكد دعم المملكة لوكالة «الأونروا» ودورها الحيوي في تقديم المساعدات الإنسانية في ظل التحديات التي تواجهها داخل الأراضي الفلسطينية في ظل الممارسات الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وجدد تأكيد موقف المملكة الرافض لمواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها للقرارات والقوانين الدولية كافة، وأكد على المجتمع الدولي ضرورة التدخل للحد من تفاقم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يمر بها الشعب الفلسطيني. وأن حجم المعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ستؤدي إلى تقويض فرص تحقيق حل الدولتين، وتتويجا لهذه الجهود وتوجيهات مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد حفظهما أعلن سموه دعوة المملكة لعقد «قمة متابعة عربية إسلامية مشتركة» بتاريخ 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، لبحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان، والتطورات الراهنة في المنطقة.
إن العالم الفاعل اليوم مطالب عن أي وقت مضى، لوضع حد لهذه الأوضاع المأساوية بسبب الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية واعتداءاتها العسكرية دون رادع والتي تهدد استقرار المنطقة ذات الأهمية القصوى لاستقرار العالم.