خالد بن حمد المالك
اليوم ومع العد التنازلي للانتخابات الأمريكية سوف يكون السباق في حكم المنتهي، تقفل فيه صناديق الاقتراع، ونمضي ساعات في متابعة فرز الأصوات، وإعلان النتائج، ليُكتب بماء الذهب اسم الفائز برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
* *
فكل الأصوات المرشحة لترامب أو هاريس سيتم الإعلان عنها تباعاً مساء اليوم، وسط ترقب وانتظار، بين فرح وعبوس، خوف واطمئنان، ما يسر وما يغضب، وكل من المرشحين يتمنى وينتظر أن يكون هو صاحب الحظ السعيد.
* *
وهناك قلق لدى المرشحين من أن تذهب حملات أحدهما أدراج الرياح، فلا يبقى منها غير الخسارة المدوِّية، فيما يكون المرشح الفائز في وضع من يتمنى لو له جناحان ليطير من الفرح.
* *
هكذا ستكون أجواء الانتخابات في الساعات الأخيرة من مساء اليوم، بينما لا يعرف أي من المرشحين إذا ما كانت فرصته مواتية أو غير مواتية لأخذ طريقه إلى البيت الأبيض، بانتظار أن تُعلن النتائج، ولا يكون هناك من قول يُقال، في يوم تبيض فيه وجوه وتسود أخرى.
* *
وليس الشعب الأمريكي وحده من يعيش حالة انتظار وترقّب وتمنيات، وإنما هو حال كل شعوب العالم، فأمريكا منغمسة في كثير من مشاكل الدول، ولها يد في التدخل بشؤونها الداخلية، وتأثير في سياساتها، ودور في التأثير على مصالحها.
* *
ونحن أمام منافسة شرسة في هذه الانتخابات تحديداً، يقودها حزبان، وتحركها مصالح أمريكا العليا، والاختلافات عادة ما تكون شكلية، لأن أياً من الحزبين، وأياً كان الرئيس القادم، فأمريكا هي أمريكا، بحلفائها وأعدائها وأجندتها وسياساتها، وأي مستجد في كل هذا، فهو ضمن هذه الدائرة المحسوبة بدقة واهتمام.
* *
دعونا نقضي سهرة الليلة مع حدث مهم لا يتكرر إلا كل أربع سنوات، بإثارته وتقلّباته، وما ترمز إليه هذه الانتخابات من مؤشرات على مستقبل العالم، سلماً وحرباً، وحيثما تكون المتغيِّرات في الاقتصاد والمناخ، ومعالجتها انطلاقاً من الولايات المتحدة الأمريكية.
* *
وليس هناك من ليلة مثيرة، وغنية بالأحداث، كما هي ليلتنا بعد ساعات، وليس هناك من انتخابات حقيقية، ومن ديمقراطية تلامس هوى الناس، كما هي الانتخابات الأمريكية، وما من إفرازات لنتائج انتخابات مهمة تمس مصالح أمريكا والعالم مثلما سيكون عليه الوضع مع انتخاب رئيس جديد لأقوى دولة مؤثِّرة في العالم.
* *
لقد انتهت فترة الاستطلاعات، والتوقعات، والتنبؤات، بمن سيكون رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، وتوقفت المقالات والتقارير من مصافحتها للمتابعين، ولم يعد لها تلك الأهمية التي كانت عليه، فقد أزف إعلان اسم الرئيس القادم، وفقاً للتصويت، وأخذاً برأي المصوتين من الشعب الأمريكي، ونزولاً عند رغبتهم في الاختيار الذي ارتؤوه.
* *
ومع كل ما سوف تحفل به انتخابات أمريكا من تشكيك -كما هو متوقع- لدى المرشح الخاسر وحزبه، واتهامات بالتزييف في بعض مواقع الاقتراع، فإنها لا ترتقي إلى مستوى الانتخابات الشكلية من حيث الغش والتدليس في الدول الأخرى التي يفوز فيها المرشح النافذ بنسبة 100 % أو 99.9 % في تحقير واستهتار بعقليات شعوبهم.
* *
دعونا ننتظر، ثم نقرأ ونتابع لأيام، ما سيُقال عن هذه الانتخابات وتداعياتها، وما سوف يصاحبها من ملاحظات، واتهامات، ما يجعلها حديث الإعلام، وموضوعاً مهماً للمناقشة، وتضاد الآراء، كل وحسب ميله وقناعاته لهذا الرئيس وحزبه أو ذاك وحزبه، ومع انتخابات أمريكية دمتم جميعاً بخير، بعيداً عن التسلّط والظلم الأمريكي المدان.