د.شريف بن محمد الأتربي
تشاطرني هواجسي حياتي وترافقني أينما كنت، سألتها مرة: ألا تكفين عن متابعتي، وإثقال فكري وعقلي بك، وهو في الأصل مزدحم بما لديه من أعمال وعلاقات وانجازات ومعايير وأهداف وشواهد وتدريبات وتقييمات وأولاد وبنات وزوجة وربما زوجات.
هواجسي: ماذا تريدي مني؟ ألا يكفيك ما ضاع من عمري بسببك. كلما تقدمت خطوة، أو اتخذت قرار، أو ناظرت طريقا، تخرجي فجأة من مخبئك داخل كينونة جسدي المنهك عبر رحلة عمل وعمل طالت حتى غزا الشيب جسدي ورأسي، ورغم ذلك لا زلتِ قيداً في رحلتي، لازلتِ حجراً أعجز عن حمله أو تكسيره، لا زالت وسواساً كالشيطان حين يداعب رغبات ابن أدم ويعجز لسانه أن ينطق بالاستعاذة بالله منه. أيتها الحمقاء لو كنت رجلاً لقاتلته حتى آخر قطرة دم في عروقي، فإذا قتلتك فقد ارتحت وإذا مت فيكفيني أن أكون شهيداً لهواجس مفتعلة تظن نفسها هي الأذكى، ورغم كرهي لك إلا أني استعذب وجودك في حياتي، فأنين نفسي يطهرها من بعض الآثام التي لوثت صفحات حياتي، وكأني أبحث عنك لأحملك كل سواد لطخ صفحاتي البيضاء.
هواجسي أين رحت؟ فأنا من دونك هاجس حائر في فضاء ذات لا معنى لهُ سوى البقاء لاستكمال رحلة النهاية.
هواجسي أحبك بقدر كرهي لك....