مها محمد الشريف
بعد التصعيد الخطير الذي أحدثته الضربة الإسرائيلية المحددة الأهداف في قلب إيران والتي تحدث لأول مرة بهذا الحجم والشكل المختلف عن السابق، وهو رد على ضرب إيران لها قبل عدة أسابيع، مما أدخل المنطقة مرحلة حرجة جداً من الصراع، وتطرح سيناريوهات متعددة واحتمالات كثيرة للمواجهة المستقبلية بينهما بعد أن دمرت إسرائيل أذرع إيران في غزة وفي لبنان، وأضعفت قدرتها على تكليف وكلائها بمناوشة تل أبيب.
لقد أصبحت هذه الحرب غير المعلنة والصامتة إلى حد كبير علنية وتحولت إلى حرب مباشرة، فقد أظهرت صور الأقمار الاصطناعية أن الهجوم الإسرائيلي على إيران، ألحق أضراراً جسيمة بمرافق في قاعدة بارشين العسكرية، جنوب شرقي طهران، وهو موقع مرتبط ببرنامج إيران السابق للأسلحة النووية، جاء هذا في تقييمين منفصلين من باحثين استناداً إلى صور الأقمار الاصطناعية، وفقاً لوكالتي «رويترز» و«أسوشييتد برس».
و أعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها للاستهداف العسكري ضد إيران، وعدَّته «انتهاكاً لسيادتها، ومخالفةً للقوانين والأعراف الدولية». وصدرت إدانات مماثلة عن دول عربية، في ظل تشديد على ضرورة التحلي بـ«أعلى درجات ضبط النفس، والعمل على وقف التصعيد».
فالحلول العسكرية لن تحقق الاستقرار والأمن في المنطقة، وعجز المجتمع الدولي عن تنفيذ قراراته يساعد إسرائيل في التمادي بسياساتها الاستعمارية، مما يفاقم دوامة العنف ويعيق فرص السلام المستدام، ولو بحث المجتمع الدولي حلولا لهذه الحرب،
ولكن إسرائيل تصر على التصعيد العسكري، رغم التحذيرات الإقليمية والدولية والأممية من استمرار عملياتها العسكرية على قطاع غزة، والاقتحامات البرية في الأراضي اللبنانية، فضلا عن الغارات المتكررة على العاصمة بيروت، وقد شنت طائرات إسرائيلية غارات جوية على عدد من المواقع العسكرية في العاصمة الإيرانية طهران، والعاصمة السورية دمشق، بعشرات الطائرات.
إن إسرائيل تفتعل الحروب منذ عقود، وفي هذه المرة تحاول توسيع دائرتها مستغلة الوضع الدولي المتقلب وغير المستقر بسبب الأزمات الاقتصادية بعد كورونا والحرب الروسية الأوكرانية مع الدعم الأمريكي والغربي اللا محدود لها، وهذا ينذر بتوسيع دائرة الحرب بالمنطقة والأيام القادمة مليئة بالمفاجآت، والتصعيد بين إيران ومحورها الذي تم إلحاق دمار كبير به.